وكعادته كل يوم ،لا ينسى أن يزور جده. فنصائحه له تجعله يعيش كل يوم أمل. يخرج من عمله مسرعا شوقا لرؤية جده . يدخل عليه ويراه منغمسا في تصفُّح جريدة اليوم. ألقى عليه التحية وردَّ عليه الجد بنبرة حادة وعليكم السلام يابني. تعجّب الولد فسأله ما بك ياجدي ؟ أراك اليوم منزعجا .ردّ عليه الجد قائلا أيُّ عبْد تريد أن تكون؟ تفاجأ الولد من سؤال جده فهو لا يعرف كيف يجيب ولا من أين يبدأ، فالسؤال جاءه غامضا .لكنه أجاب متسرِّعا ولماذا هذا السؤال ياجدي ؟. مدّ إليه الجد الجريدة وإدا به يقرأ "مثليين يتظاهرون ويطالبون باحترام الحريات الفردية" تافجأ وبدأت تظهر  على وجهه ضحكات أخفاها بسرعة حتي لا ينزعج الجد منه.بدأ يقرأ الخبر وفور انتهاءه تحدث الى جده قائلا وما علاقة هذا بالسؤال الدي طرحته عليَّ .فأنا أرى أنَّ كل انسان حر فليفعل مايشاء فكلّ مسؤول عن افعاله . اجابه الجد هل أي حرية تتحدث يا بني؟ وهل كل ما سولته لك نفسك أن تقوم بفعله وإن كان منافيا للفطرة البشرية تفعله تحت غطاء الحريات الفردية.يا بني إنْ كان هذا هو فهمك للحرية فاستمع إلى هده الكلمات التي سوف أقولها لك. قبل أن نتحدت عن الحريات الفردية دعنا نلقي نظرة عن مفهوم الحرية. إنك يا بني إن قرأت القران الكريم مرّات و مرّات لن تجد ولو مرة أن كلمة الحرية ذكرت في القران لكن بالمقابل ستجد أن نقيضها -العبودية- ذكرت مرات عديدة، لكن ما السر في ذالك يا بني ؟. لم يجب الحفيد بل طلب من جده ان يكمل حديثه، فتابع الجد حديثه قائلا، لقد جاء القران ليحرر الانسان من نزواته وشهواته ويرقى به الى معالم العبودية الخالصة لله. فالانسان إدن لا يكون حرا إلا إذا تحرر من رغباته الشهوانية وأخلص العبادة لله . أما الانسان الذي يتخذ الهه هواه فهو أسير تلك الشهوات التي تحيط به من كل حدب وصوب. أوقفه الحفيد متسائلا فما علاقة هذا با الحريات الفردية؟ تابع الجد كلا مه .إسمعني يابني إن التطور الذي يعيشه عالمنا اليوم في شتي العلوم و سيطرة العولمة جعل قيمة القيم تذوب وتنذثر فأصبح الإنسان يفعل ما يريد في غطاء ما يسمي الحريات الفردية . فهذا يابني يبين أن الانسان فقد معني القيم وبدأت شهواته تقوده كيف شاءت. فالمبادئ ماتت عنده و حتى يبرر ما يقوم به انشا تكتلات وطنية و دولية لكي يعترف العالم يوجوده وان كان ما يدعوا اليه منافيا للفطرة البشرية كالمثلية الجنسية. إننا اليوم يا بني أمام فساد اخلاقي وجب العمل على محاربته في شتي المجلات فالمفاهيم بدات تستعمل في غير مواضعها وتستغل لتمرير افكار لاانسانية ونشر سلوكات حيوانية وهنا اعود لاوضّـح لك مفهوم الحرية الذي أسيء فهمه فذهب بعض الناس الى جعله وسيلة لتبرير جميع تصرفاتهم خاصة التي تنافي قيم المجتمع ،فلو فهمو المعني الحقيقي للحرية الا وهو ان تكون عبدا لله لما وصلوا الى ازمة اخلاق وقيم. وخلاصة القول يابني ان الحريات الفردية وَهْمٌ إن كانت تنافي شريعة الله وحقِيقَةً إن كانت تسعى إلى تحقيق العبودة الخالصة لله عزّ وجل.