الصدمة الثانية ليست في وقعها كالأولي .. والثالثة لاتمت في وجعها أبداً للثانية ...

تدريجيا يخف الألم بتكرار المواقف .. وبتكرار خذلان الحياة لنا ...

بتكرار النضج يصبح الإنسان أشبه بمادة مصنعة من الفولاذ .. لا ينصهر ولا يسيل أبدا. ..

يحتمل ويحتمل من دون أن يبدي رد فعل جديا نحو أحداث الحياة ..

يتقبل صدمات الحياة بأثر طيب ورد فعل عقلاني أكثر منه عاطفيا...

يتقبل عيبه ويشير إليه ببنانه ولم تعد تؤثر به كلمات الغير أو آرائهم مهما كانت قاتلة فيما قبل ...

يصبح أشبه بآلة تعمل من دون عطل كصناعة ألمانية نظيفة ...

كل هذا هو أنا .. أنا وبشدة ...

نضجت ولازلت ... كل المواقف التي أحزنتني علمتني ولا زلت ممتنة اليها. ..

بل أنني قد ألوم نفسي أحيانا في تلك المواقف التي لم أكن أكثر جرأة كفاية لأخوضها ...

فوجدت أن الخاسر دوما هو من لم يحاول .. الخاسر لم يكن هو الذي فقد أو وقع .. بل هو الذي توقف عند نقطة ما .. وهو يعلم تمام العلم أن الزمن يمضي ولن يرحمه وسوف تطأه أقدام العمر ...

الخاسر هو من لم يقم بعد الضربات .. لا يهم كم عددها ..لا يهم كم كانت مؤلمة ...

لا يهم أي شئ .. الشئ الأهم الذي علمت قيمته جيدا هو شرف المحاولة بعد كل مرة تغلبني الحياة ..

فلسوف تصيب إحدي محاولاتي نحو أهدافي ولازلت مؤمنة ولازال الأمل يتجدد بداخلي. .ومشكلتي أنني لا أيأس طويلا .. مشكلتي بأنني في صراع دائم مع أهدافي .. إما أن أحققها أو أحاول مئات المرات ..

لازلت أتعلم .. لا زلت آمل في ما أرنو .. لا زلت أثق في معجزات القدر ..ولايزال القدر يعطيني فأشكر المعطي علي عطاياه الجميلة في السراء والضراء ......

بقلمي: إيمان فايد

طبيبة بشرية

الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢