.. اليوم ،، ألقيت القبض على نفسي هاربة مرة أخرى وليست أخيرة من الظلام.. وجدت يديي تحاولان تلوين كل الأشياء من حولي. مفتاحي .. أظافري .. قلامة أظافري ،دبابيس شعري.شفتاي .. دباسة الورق .. أقلامي ولكني عندما وصلت إلى قلبي أعجزني الظلام حوله حتى أني لم أستطع تحديد اللون المناسب الذي ألونه به ، حين أدركت أن أي لون أضعه عليه سيتحول تلقائيا إلى الأسود. زاد الخوف والظلام . أمسكت الألوان ورميتها بهستيرية فتلون كل شيء من حولي بألوان قبيحة غير متجانسة .. وجلست أبكي .. هذه أنا وهذا قلبي. كلما حاولت صبغ الأشياء لكي أراها من جديد وجدتني أحولها إلى شيء قبيح لا يُرى .. ربما لأنني عمياء من الأساس ولا ألوان تستطيع رد النور إلى قلبي .. أخبر نفسي أنه من الواجب علي أن أتماسك . أن أتشبث بحبال الله ولكنني أصبحت مهترئة اليدين جدا لم أعد أستطيع تحمل صوت تمزق الحبال .. أصرخ كثيرا ولا يسمعني أحد .. يخبرني بعض الناس أني متخشبة جامدة المشاعر..
"لقد بدوت أمامكم ثابتة بما يكفي لكي أحافظ على هشاشتي الداخلية بكل ضعفها قائمة "
.. أشفق على من يحاول أن يفهمني أعرف أنه لن يفلح .. أنا لا أستطيع الوصول إلى صوتي الداخلي أعرف أنه يتردد هناك في مكان ما .. هناك من يسمعه ويفهمه .. هناك من يبكي ويحاول أن يحتوي ضعف صوتي وخفوته والحشرجة التي تتداخل مع انفاسي ..ولكني لا أستطيع سماع صوتي ، كطرفٍ مبتور أتحسسه بفزع غير مدركة أنه ليس هنا وأني سأظل أمداً طويلا عاجزةً عن الإحساس به ..
أريد مزيدا من الصبر .. أريد كثيرا من الصبر ، أصبحت أدعو الله كثيرا أريد أن أموت يا الله أو أريد أن أحيا .. لا أريد أن أظل معلقة بينهما في خضم هذا العذاب .. الناسُ لا يفهمون الأشياء على حقيقتها ،إنهم يفهمون كل شيء كما يحلو لهم وأنا لا أستطيع أن أرى ما يرون هم ، ماهو الجزء الناقص في عيني الذي يجعلني لا أستطيع أن أرى ما يستطيعون هم رؤيته ؟! ..أعرف أني لا أحمد الله أبدا كما ينبغي لعظمته ، ولكني أحاول أن أحمده كثيراً ، أحمدُ الله وأبكي .. لماذا لا أستطيع أن أكون بخير يارب ؟!
أنا آسفة على كل شيء ، آسفة حقا على كل هذا الكم من لحظات الشقاء، آسفة لأني لا أستطيع إصلاح هذا العالم، لا أستطيع أن أتدخل فجأة فأعيد كل شيء كما كان ولا أملك الخلطة السرية الموزونة التي أضع منها رشة على الحياة فتستقيم الأمور ، آسفة لأني أبكي كثيرا بسبب أو من دون سبب ، أو بسبب لا يُعرف له سبب ، آسفة لأني أنا، آسفة على وجود هذه الشخصية السوداوية المنكسرة الهشة الحيرى المؤلمة معكم في هذا العالم، آسفة على انكساراتي المتكررة ، آسفة لأن كل شيء من حولي غير واضح المعالم ، لأني لا أستطيع الاستناد أبدا على الرغم من كثرة الأيادي الممتدة حولي ، آسفة على صرخاتي وعلى كلماتي تلك التي أعلم أنها تزيد الأمر سوءا _ ماذا لا يفعل ذلك على أية حال؟!_ لاشيء ! آسفة على صمتي ، آسفة على وجودي وغيابي وخُفوتي وانطفائي ، آسفة لأن هناك شيئا ما كُسر في قلبي ولا أعرف كيف أنتزع مني شظاياه ، آسفة عليّ !
أعترف أني سيئة جدا وأستحق كل مايحدث، ربما يريد الله بحنوه تطهيري.. وربما أنا هنا كما أي مخلوق نراه عديم الفائدة في العالم ويدرك الله حكمة وجوده ويرى هو نفسه غير جدير بالذكر ..
يوما ما ربما سأفهم لماذا أنا هنا ..
أما الآن فعلي أن أختفي تماما من كل شيء .. من وجودي ذاته ربما حينها يزيد الله لطفه فيسحبني إليه أو يرحمني فيعطيني الفرصة لأسقط .
-
آلاء عبد السلاميا قارئي لا ترج مني الهمس لا ترج الطرب .. هذا عذابي ، ضربة في الرمل طائشة وأخرى في السحب .. (محمود درويش)
التعليقات
http://asfourat-alshajan.ahlamontada.net/t2846-topic#18245
مع تمنياتي بالمزيد من الإبداع .. دمت