مرآتي مرآتي! من أجمل الجميلات؟ كلنا نعرف جملة الملكة الشريرة التي قادتها الغيرة إلى محاولة قتل سنو وايت عدة مرات. لكن، هل من الممكن أن تكون داخل كل واحد منا ملكة شريرة؟ ألا نحاول أن نلمع صورتنا بلوم كل من حولنا على مشاكلنا، على قبحنا؟ ألا نبرر إيذائنا للآخر بما "فعله" لنا، أو بالسلبيات التي تترتب عن وجوده قربنا؟

إن مالم تعرفه الملكة هو أنها لتصبح الأجمل، يجب عليها معالجة مرض بشاعتها الداخلية الذي يحجب جمالها الخارجي، بدل محاولة تدمير منافستها. أتمنى لو كانت المرايا بصراحة مرآة تلك الحكاية، لكن إذا بحثنا جيدا، سنجد مرايا خفية تساعدنا على رؤية حقيقتنا. المرآة هي كل شيء يحيط بنا، هي ظروفنا و الأشخاص اللذين نتفاعل معهم، كل هذه العوامل ما هي إلا انعكاس لعالمنا الداخلي. 

فعلى سبيل المثال، الغرور و الغباء من الصفات التي أمقتها، أنا لا ٱقر فقط بحقيقة أنها صفات سلبية، بل إنها تحفز انفعالاتي و تزعزع استقرار مشاعري. عندما نبشت في قبر اللاوعي المظلم، إستنتجت أن تواضعي الشديد ينم عن مشاعر الخوف و الذنب، أنا أتقلص للأنني أخاف أن أشعر الآخرين بالدونية و أن يبتعدوا عني نتيجة لذلك، لم أكن أتقبل الجزء "المغرور" أو الفخور من كياني، كنت أبغض الجانب الأسود للغرور بحدة. نفس الشيء بالنسبة للغباء، لم أكن أسمح لنفسي بقول شيء سخيف أو غبي أو خاطئ، و كان يغيظني الغباء اللذي يحيط بي لهذا السبب. أخيرا و ليس آخرا، لم أكن أتقبل الصراحة المائلة لكفة الوقاحة لأن ديبلوماسيتي مبالغ فيها.

الآن، الكرة في ملعبكم، بما أن الحكايات الخرافية لا تكتمل إلا بالقليل من السحر، فيحق لكم أن تستعملوا هذه الكلمة السحرية : لماذا؟ لماذا تعتقد أن تلك الفتاة الأنيقة اللبقة متصنعة؟ لماذا ترى أن الشخص اللذي يستثمر كثيرا في شبكة علاقاته منافق؟ لماذا تضع من يعبر عن مشاعره في خانة الضعف؟ قسوة حكمك على الناس تدلك على شدة حكمك على نفسك. أما بالنسبة لظروفك، فجزء كبير منها يترجم معتقداتك عن العالم و عن الناس من حولك، فكأنك تنظر في المرآة عندما تنظر لحياتك. أنت مثل حاسوب يتصرف طبقا لبرمجة أفكار و النتائج تشكل واقعك المادي. و الآن، أنظر في المرآة....ماذا ترى؟