أسفٌ إلى الله..
أسفي إلى الله لا أسف إلى بشرا...
خمسة وعشرون عامًا بزيادة عام أو عامين، أعبث بفؤادي أغير ملامحي وأحلامي ونبرات صوتي ومظهري دون جدوى. حمقٌ في فطرتنا نحن البشر، نجعل خيارنا في أناسٍ لا تشبهنا فنتودد ونتقرب بالتغيير الذي يطمس هويتنا وذاتنا وليس التغير مرجو لذاته وإنما التوافق والإتلاف. كيف لي أن أجعل قلبي يلائم قلبًا ما جعل الله لاجتماعنا سبيل، نخدع عقولنا طربا بسماع أصواتهم وتهامسنا ليلا..
توافقنا السعادة على السير في دربنا لليلة أو لأسبوع أو لسنةٍ.. وفجأة تحدث الطامة الكبرى عندما يشعر كل منا أنه ليس على سجيته حين نعود لفطرتنا ندرك بالفطور والتنافر بعد أن أهلكنا قلوبا عشمًا وودًا وأحلامًا وردية، نتيقن أن الأبدية ما هي إلا نزغات شيطان كان يلازمنا في لقائنا الأول حين وقعت في عينها، وعندما استعذنا من تلك النزغات وصاحبها ظهرت حقيقتنا. يا ليتني استعذت من ذلك في أول ليلة.. وما ندمي بنافعي.
كيف أمحو كل ما اقترفت في طيلة تلك السنون وأرتجي بأخري باقية، لا أدرك فالمسؤول الأول عن تلك الاختيارات أصبح مرهقًا خائرًا عييّا، أنعشه بأخرى فلا يستجيب رُغم كل المغريات، ليس لأنه غير صالح بل خوفا من الانتكاسة مرة أخرى.
أيقنت متأخرًا أن التغيِّر الذي أحدثته في حياتي من أجلها ذهب كذبد البحر رغم أني لم أكن أستسيغه وأبغضه لريائي الظاهر والباطن. أيقنت متأخرًا بأن السجية التي فطرنا الله عليها هي أعظم هيئة يجب المثول لها والافتخار بها ، سبحان من اختار، وتعالى الله عن اعتراضنا.
أسفٌ إلى الله لا أسفي إلى البشرا....
أسفى مع العلم بأن الله خيرنا
بين السجايا فيها الحسن والقبح...
نختر سجايا القبح أملا في الفنا
نحن الذين إذا اخترنا توارينا..
بعض النقائص عن المحبوب إن كذبا
#أحمد_أسامة
-
Ahmed Osamaأنا هنا لفترة قليلة.. فارجو أن لا تطول إلا في طاعة الله.