بدد أحزانك معي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بدد أحزانك معي

سميرة بيطام

  نشر في 05 شتنبر 2018 .

تغريدة العصافير ترفع ستار حضارتي في اشراقة شمس رائعة النور، أنا هنا سأكتب مجددا و لكن أجد صعوبة في الكتابة لأني أتألم قبل أن أكتب حتى أنقل للقارىء لحن الفن الذي سلبني طاقة من التركيز..قد أتعذب للحظات و لكنه صوت الفن المحبب للحيارى في سكنات الليل و أوجاعه..و قد رضيت به دافعا للاتقان.

صدقا أتألم قل أن أكتب لكني أفضفض عن مجال اليوم من وقوفي على باب الإحساس بالغير ، فجرها بركانا من انفعال و لا تزدني اشتياقا لصوت الهدير أو الخرير أو أيا من أصوات الطبيعة ، زدني لحنا من صوتك فاني ألتقطه لأسمعه و أمحو منه سكنات الحزن في قلبك ، تساقط وريقات عاثرة على حقل أملك منه قسطا من الاخضرار ،هو القسط لي حق فيه ، فانثر آهاتك على ربوع مملكتي فلن يضر التأوه إلا ما كان في مجال أحاسيسي ، و قد اخترتها بلياقة أدبية مني فلا تخش عني تأثرا و لا تنحيا ، لست أنحني للعاصفة مثل ما يقول العارفون و لكني أتصدى لها في غربة الأحزان ،فالحزن يصنع مني قوة لا تقهر ، انطلق حيث كتب لك المترجلون مسافة أمن و لكن لا تتخطاها حينما يتعلق الأمر بدموع تناثرت و تبعثرت و غيرت لون مخطوطاتي الكامنة في يدي و هي جاثمة لحين أطلق سراح الاعتراف من أن حزنك بلغني مبلغ المشتاق لصدر أم رتبت و غنت و أسكنت قلقا جاثما على صدر رضيع بات يتقلب حبا و تعلقا بمصير أمه التي لم ترضى بالتخلي عنه ...انفجر بأحاسيسك و دعها ترتفع فوق قامات الناقدين فهم لم يتألموا مثلك و لكني سأكتب في عمق لقضيتك حتى لا ترفض القلوب لحظات من تأثر عاطفي هو حق لك و لي..

أنا هنا حرة أتأثر قبل أن أكتب و لا نجاح لما أكتب إن أنا لم أبدد أحزانك بنجاح ،بعد أن رأيت من حولك لا يأبه لما أنت فيه و لاحظت ممن يقترب من وجعك يزيدك تألما فارتأيت أن أبدد أحزانك بلحن لست اقطع فواصله حتى يؤذن المؤذن للصلاة ، سأصلي و أطيل السجود و في دعائي حاضر أنت من غير أن تذكرني لأني كتبت في مدونتي أن حزنا ما عليه أن يتبدد و قد دافعت عن مجال الاندثار فيه بإتقان ، فرفقا لي و أنا أصلي و قد انقطعت أنفاسي خشية من رب رحيم ، رفقا بي و أنا أصمت طويلا فطاقة الاستمرار تتجدد في قلبي كلما رفعت رأسي لأزيد توجها في قبلتي طلبا للمغفرة و الرحمة ، لست أدري لما علي ان ألعب كل هذه الأدوار ، و لست أدري لما علي ملامسة الأحزان في رفق من غير تجريح و لا إيقاظ للذاكرة لتتعرف على من تسبب في الحزن،أعي جيدا أني تعلمت الرفق من أخطاء قلمي و أتقنت فن المواساة من انتفاضتي على رحيل القيم في مجتمعات صارت لا تعي حجم أن يتألم المظلوم وجعا من مجتمعه أو حينما يتكلم الموجوع وصفا لداء قد يجهل اسمه و لكنه في الأخير ينتمي إلى خانة الإقرار منه أنه داء نفسي ، و الآن و قد يخبو صوت النجاح في نصرتي لأحزانك قد عشت آفاقا منها و لست أمحو منها و لا لقطة واحدة ، فكل اللقطات لي تاج ألبسه على رأسي طاقية للاحتماء و قد بددت أحزانك معي ، يا لها من ترنيمة صدق أديت فيها الدور تسكن فيه الدرر في صدفيتي، اخلع لطفا يديك من محارة النور المضيء لي و لك ، فكلانا في سفرية اختبار الحياة لحين نظهر للعلن و كلينا في احلي حلة..حلة أن لا شيء يدوم على حاله ، و أن ما بدا محزنا اليوم سينجلي في أكف من دعاء ليصبح طاقة مهيمنة على نفوذ الناكرين لسمفونيتي و قد اكملت منها مقاطع النصرة لك ، فليقرأها المتخلون عنك ليعرفوا جيدا أن ما نسجته في صبر مني قد أتى أكله ..و كل ما احتجت له هو صمت و هدوء و تركيز لغاية كتابة آخر حرف من الحقيقة و هي أن حزنك تبدد و أنا لاهية في فك ألغاز من صنعوه، لأنه لم يكن سوى مسحة حيرة سكنت ثم ارتحلت و للأبد.


  • 4

   نشر في 05 شتنبر 2018 .

التعليقات

رائعة رائعة ، هذا كل ما يمكنني قوله أمام كل هذا الجمال المدوّن هُنا .
1
.سميرة بيطام
انت الاروع بحب العلم و الادب
حياك الله يسرى الصبيحي
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
كلماتك قوية و رائعة ، قرأت الخاطرة أكثر من مرة ، دام قلمك سيدتي القديرة.
2
.سميرة بيطام
شكرا سلسبيل..وفية دائما
Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
ماهذا الجمال استاذة: "أني تعلمت الرفق من أخطاء قلمي و أتقنت فن المواساة من انتفاضتي على رحيل القيم في مجتمعات صارت لا تعي حجم أن يتألم المظلوم وجعا من مجتمعه أو حينما يتكلم الموجوع وصفا لداء قد يجهل اسمه" .. انها كلمات انسانة تغوص فى آلام وأحزان مجتمعها لعلها بقلمها تكون سندا ونصيرا لها تمسح دمعة او حتى تستطيع أن تعبر عن ألم يعجز صاحبة عن وصفة .. ان الكلمة القيمة ، وقيم وقيمة الكلمة دائما ماأجدها بين سطورك .. تحياتى اليك .. حفظك الله ورعاك وارجو لك دوام التوفيق .
4
.سميرة بيطام
يصعب علي شكرك و استحي منك في مقام والدي الا أن اقول لك:
حفظك الله و رعاك أستاذي و معلمي عبدو عبد الجواد

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا