تغريدة العصافير ترفع ستار حضارتي في اشراقة شمس رائعة النور، أنا هنا سأكتب مجددا و لكن أجد صعوبة في الكتابة لأني أتألم قبل أن أكتب حتى أنقل للقارىء لحن الفن الذي سلبني طاقة من التركيز..قد أتعذب للحظات و لكنه صوت الفن المحبب للحيارى في سكنات الليل و أوجاعه..و قد رضيت به دافعا للاتقان.
صدقا أتألم قل أن أكتب لكني أفضفض عن مجال اليوم من وقوفي على باب الإحساس بالغير ، فجرها بركانا من انفعال و لا تزدني اشتياقا لصوت الهدير أو الخرير أو أيا من أصوات الطبيعة ، زدني لحنا من صوتك فاني ألتقطه لأسمعه و أمحو منه سكنات الحزن في قلبك ، تساقط وريقات عاثرة على حقل أملك منه قسطا من الاخضرار ،هو القسط لي حق فيه ، فانثر آهاتك على ربوع مملكتي فلن يضر التأوه إلا ما كان في مجال أحاسيسي ، و قد اخترتها بلياقة أدبية مني فلا تخش عني تأثرا و لا تنحيا ، لست أنحني للعاصفة مثل ما يقول العارفون و لكني أتصدى لها في غربة الأحزان ،فالحزن يصنع مني قوة لا تقهر ، انطلق حيث كتب لك المترجلون مسافة أمن و لكن لا تتخطاها حينما يتعلق الأمر بدموع تناثرت و تبعثرت و غيرت لون مخطوطاتي الكامنة في يدي و هي جاثمة لحين أطلق سراح الاعتراف من أن حزنك بلغني مبلغ المشتاق لصدر أم رتبت و غنت و أسكنت قلقا جاثما على صدر رضيع بات يتقلب حبا و تعلقا بمصير أمه التي لم ترضى بالتخلي عنه ...انفجر بأحاسيسك و دعها ترتفع فوق قامات الناقدين فهم لم يتألموا مثلك و لكني سأكتب في عمق لقضيتك حتى لا ترفض القلوب لحظات من تأثر عاطفي هو حق لك و لي..
أنا هنا حرة أتأثر قبل أن أكتب و لا نجاح لما أكتب إن أنا لم أبدد أحزانك بنجاح ،بعد أن رأيت من حولك لا يأبه لما أنت فيه و لاحظت ممن يقترب من وجعك يزيدك تألما فارتأيت أن أبدد أحزانك بلحن لست اقطع فواصله حتى يؤذن المؤذن للصلاة ، سأصلي و أطيل السجود و في دعائي حاضر أنت من غير أن تذكرني لأني كتبت في مدونتي أن حزنا ما عليه أن يتبدد و قد دافعت عن مجال الاندثار فيه بإتقان ، فرفقا لي و أنا أصلي و قد انقطعت أنفاسي خشية من رب رحيم ، رفقا بي و أنا أصمت طويلا فطاقة الاستمرار تتجدد في قلبي كلما رفعت رأسي لأزيد توجها في قبلتي طلبا للمغفرة و الرحمة ، لست أدري لما علي ان ألعب كل هذه الأدوار ، و لست أدري لما علي ملامسة الأحزان في رفق من غير تجريح و لا إيقاظ للذاكرة لتتعرف على من تسبب في الحزن،أعي جيدا أني تعلمت الرفق من أخطاء قلمي و أتقنت فن المواساة من انتفاضتي على رحيل القيم في مجتمعات صارت لا تعي حجم أن يتألم المظلوم وجعا من مجتمعه أو حينما يتكلم الموجوع وصفا لداء قد يجهل اسمه و لكنه في الأخير ينتمي إلى خانة الإقرار منه أنه داء نفسي ، و الآن و قد يخبو صوت النجاح في نصرتي لأحزانك قد عشت آفاقا منها و لست أمحو منها و لا لقطة واحدة ، فكل اللقطات لي تاج ألبسه على رأسي طاقية للاحتماء و قد بددت أحزانك معي ، يا لها من ترنيمة صدق أديت فيها الدور تسكن فيه الدرر في صدفيتي، اخلع لطفا يديك من محارة النور المضيء لي و لك ، فكلانا في سفرية اختبار الحياة لحين نظهر للعلن و كلينا في احلي حلة..حلة أن لا شيء يدوم على حاله ، و أن ما بدا محزنا اليوم سينجلي في أكف من دعاء ليصبح طاقة مهيمنة على نفوذ الناكرين لسمفونيتي و قد اكملت منها مقاطع النصرة لك ، فليقرأها المتخلون عنك ليعرفوا جيدا أن ما نسجته في صبر مني قد أتى أكله ..و كل ما احتجت له هو صمت و هدوء و تركيز لغاية كتابة آخر حرف من الحقيقة و هي أن حزنك تبدد و أنا لاهية في فك ألغاز من صنعوه، لأنه لم يكن سوى مسحة حيرة سكنت ثم ارتحلت و للأبد.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية