في تجليات الحرية - خاطرة
حريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
نشر في 23 ديسمبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
حياة الأقفاص لا يهواها طائر، فالطيور بطبعها رموز الانطلاق، دعاة الحرية، والحرية كريمة، وكرامتها منها، كرامة ذاتية، إذا نظرت إليها من كل جانب فهي كالبلور صافيه، تعكس وجه من ينظر فيها، فلا يرى الإنسان فيها إلا نفسه، وما الانعكاس -في الحقيقة- إلا إقرار لأول أمارات وجود الإنسان وأصل حقوقه، بل هي أول حقٍ أصيل لا قيد له ولا استتباع لواجبٍ أو التزامٍ عليه.
إن أفصح وأوضح صورة للحرية هو الطير، انظر إليهم عندما يقطعون السماء طولاً وعرضاً؛ تعرف معنى الحرية وعدالة وجودها، وانظر في المقابل إلى طائر حبيس قفصٍ هش، تعرف ظلم الحبس وجور القيود وظلماتها لكن حتى ذلك الطائر المسكين الذي يبدو مستكين، لو فتح له القفص صاحب القفص؛ فهل تُراه يتمسك بالقفص؟! سيأبى إلا أن يطير ويحلق في السماء ويلحق بأقرانه، وهو إن عاد إلى صاحبه؛ فقد عاد ليس (حباً ) في القفص وإنما (حباً) في إحسانِ صاحبه. وهل (يحب) الطير؟؟ كلُّ حرٍّ يحب .. فالحرية أحد أركان الحب، والحب لا يمكن أن يسمى حباً لو كان بالقوة الجابرة، فمن ذاق الحرية؛ عرف الحب،والطير مجبول على الحرية، هي منه وهو منها، وحبه لإحسان صاحبه من حريته تماماً مثلما تعود (أنت) إلى من (تحب) دائماً مهما كان الكدر، فالحب قفصٌ .. لكنه ذاك القفص الذي لا يريد أحدٌ أن ينكسر قيده!
-
Taric Ov (طارق عوف)مدون حر، محب للفلسفة والفنون واللغات