لوحة فنية (11) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لوحة فنية (11)

  نشر في 24 يناير 2019 .

داعبت نسمات الصبح وجه زمردة فإستفاقت ببطء شديد و أول ما لمحته شاب جميل ينام بجوارها فإبتسمت، إنها معجزة أن تجد كل هذه الوسامة بجوارها، و تسألت: _ ترى هل الأمير ماثيو إستوعب نومه بجواري لأني لست متأكدة من قراره ... ؟

و هي هكذا في دائرة من الذهول ألقى عليها ماثيو تحية الصباح و أخبرها ان تتوقف عن هذه النظرات الحمقاء.

تلعثمت من تصرفها. و بسرعة نهظت تعدل من لباسها. و تردد بينها و بين نفسها:_ حمقاء ... وهل يوجد أحمق غيرك.!

وبما أن صندوق الطعام الذي احضره ماثيو مزال يحتوي بعض الطعام، أمر ماثيو زمردة ان تجلس و تشاركه الوجبة. فأبت و رفضت أن تتحدث معه و أصرت على صمتها. ففكر ماثيو للحظة في تصرفها، لقد فهم أنها تتشاكس معه ، فابتسم ابتسامة خبيثة و راح يأكل، كأنها غير موجودة.

لقد خسرت زمردة وجبة لذيذة و أخيرة و لم ينفعها تصرفها البطولي. فور انتهاء ماثيو من الأكل والشرب قال لها : _ ايتها الحمقاء .. عليكي أن تستمري في رحلتك و تنقذينا من اللعنة. أيعقل انك نسيتي !

فأجابته ضاحكة ساخرة: _ أيعقل أن أنسى أن حياتك تتوقف على مساعدتي !

حينها ضحك ماثيو و إقترب منها حاملا تفاحة و طلب منها أن تتوقف و تسامحه إن تمادى معها .

وفجأة قطعهما صوتا غريبا يملأ الغابة رعبا، فتوجها إليه فورا و لكن لا أثر لأي شي. استمر البحث. أما ذلك الصوت فمزال يعلو . حينها قرر ماثيو ان يفترق عن زمردة و كل منهما يتوجه إلى ناحية، ماثيو الى جهة الشرق و زمردة إلى جهة الغرب.

دامت فترة البحث ساعة تقريبا و لم يعثر ماثيو على شي و ذلك الصوت لم ينقطع.

أما زمردة فضاعت في الغابة من جديد. و لم تتعرف على شيء يقودها إلى الصوت. فجاة لمحت من بعيد منزلا مجهولا، ولقد بدا لها أنه قديم للغاية مغطا بالغبار .

وهي تقترب إليه ببطء وحذر، صرخت بأعلى صوتها، فسمعها ماثيو على مسافة بعيدة و انطلق في إتجاه صوتها مسرعا للغاية. أما زمردة لم تتوقف عن الصراخ و البكاء. كانت امام مشهد مفزع و مرعب لم تنخيله قط في مخيلتها.

و عندما وصل الأمير ماثيو فزع أيضا. لقد كانا أمام حفرة عميقة كبيرة يخرج منها صوتا مرعبا، لأن زمردة لم تتحمل المنظر، تشبثت بماثيو فور وصوله.فلو لا حذرها لا سقطت في حفرة.

كانت الحفرة مخيفة للغاية يسقط فيها كل غافل و غير مدرك لوجهته. كأنها حيوان متوحش يترصد فرائسه بطريقة يعجز عن تخيلها.

أخذ ماثيو زمردة بعيدا و اخبرها أنها الوحيدة القادرة على حل اللغز الغامض والذي من المحتمل ان تكون الحفرة أحدى خيوطه. وأنه لا يقدر ان يفعل شيئا لأن ذلك لن يأثر على السحر، ولو حاول.

بعد ان هدأت قليلا و إستجمعت قواها، ظلت زمردة تفكر في حل فاسترجعت كل الاحداث التي مرت بها في هذه المنطقة، و وجدت أن الغابة مليئة بالحطب فلماذا لا تستغمل هذه الأشياء وتلقيها في الحفرة و ان تمكنت ان تحدث نارا كبيرة فيمكن ان يموت ذلك الشيء الذي يصدر الصوت.

ثم اخبرت ماثيو بخطتها فأعجبته الفكرة. ولكنه حزن لانها ستفعل كل هذه الأمور بمفردها. ولن يستطيع مساعدتها. وحينما لمحت عليه حزنه أخبرته انه ممكن ان يجلب معها الحطب قرب الحفرة و إن تطلب الأمر إحضار المساعدة من القرية. لكنه لم يوافق ان يعرض أهل بلدته للخطر و أخبرها أنه سيساعدها على جلب الحطب أما بقية المهمة فلا بد ان تتحملها لوحدها.

هكذا اتفقا. و أصبحا يحملان الحطب و يحضرانه قرب الحفرة بأي طريقة كانت، أحيانا تقوم زمردة بحمله بين يديها و أحيانا تربطه بحبل متين و تجره. أما ماثيو فإستعمل حصانه.

مع غروب الشمس إستطاعا ان يجمعان كل الحطب و يكدسانه أكواما أكواما قرب الحفرة التي توقف ذلك الصوت الذي تصدره منذ منتصف النهار.

تقدمت زمردة نحو الحفرة و اصبحت تلقي الحطب دون انقطاع أما ماثيو فبقي قريبا منها لم يستطع ان يساعدها لأن اللعنة لن تزول لو قام يمساعدتها في المهمة.

بعد ساعة تمكنت من أن تلقي آخر قطعة حطب بعد ان ربطتها بالقش و أشعلت فيها النار. وتراجعت إلى الوراء جلست بالقرب من ماثيو تنتظر الذي سيحدث.

بعد دقائق صعدت نار كبيرة من تلك الحفرة فأضاءت المكان و أصبحت خطرة، فلم يكن أمام ماثيو و زمردة سوى الهرب بعيدا.

يتبع...


  • 2

   نشر في 24 يناير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا