البحث عن الإنسانية الضائعة في عصر الاستهلاك
لا تتعمق ، لا تتعلق ، قدس نفسك ! فكلهم مؤقتين
نشر في 11 يونيو 2023 وآخر تعديل بتاريخ 12 يونيو 2023 .
في عالم اليوم المليء بالتقدم التكنولوجي و الاستهلاك المفرط، يبدو أن الإنسانية تضيع تحت وطأة هذه التحولات السريعة. نحن نشهد تغيرات جذرية في القيم والأولويات، و ينخفض التركيز على قيم الإنسانية و التعاطف.
إنها حقبة تحدٍ جديدة يواجهها الإنسان في سعيه لإعادة اكتشاف ذاته و إيجاد معنى لوجوده في عالم متغير. ففي عمق الزمان العابر و تحت سماء الحياة الجارية، نتأمل و نتساءل، هل كل شيء حولنا مؤقت و عابر؟ هل تتلاشى الأمور في سراب الزمن و تتبدد كأوراق خريف تحملها رياح النسيان؟
لا تتعمق في خضم الدنيا، لا تتعلق بأشياءٍ زائلة تباغتنا و تسرق أوقاتنا. قدس نفسك وارتقِ إلى معانٍ أعلى، لأنها هي المحطة الثابتة في رحلتك، هي الكنز الذي يمتد في أعماقك، وحيث يتوهج نور الروح. ففي هذا الكون المؤقت، نحن الضيوف العابرون، نعبر بكل لحظة على ضفاف الزمن.
فلنكن كالزهرة التي تتفتح في فصول الربيع وتنثر عبيرها في الأجواء قبل أن تبلغ نهاية مسيرتها. لنعيش بكل وجودنا، لنملأ قلوبنا بالمحبة و الجمال، و نسعد بكل لحظة تنساب في عروقنا. فلا تتعلق بالمادة و الأشياء الزائلة، بل انغمس في عمق الذات و استكشف الجمال الداخلي.
ففي طيات الروح تكمن الحقيقة الأبدية، قدس نفسك وارفع راية الوعي والتفكير العميق. ارسم لوحات فنية من خيوط الأفكار والتأملات، واملأ الحياة بالإلهام والتجربة. فقدسية الذات تتجاوز الزمان والمكان، فهي رحلة داخلية نحو الوجود الحقيقي.
ففي ختام هذه الرحلة المؤثرة في متاهات الذات والزمان، لنتذكر أننا لا نملك إلا اللحظة الحاضرة، وأن القدسية والتركيز على الذات تمنحنا قوة الاستمرار والفهم العميق. لذا، لنقدس أنفسنا ونعيش كل لحظة بكل تفاصيلها وجمالها.
-
MJ-Q8كاتب في القضايا الفلسفية والاجتماعية، والتنمية الذاتية ، أكتب بأسلوب يجذب القرّاء ويثير تفكيرهم من خلال تسليط الضوء على المواضيع العامة بشكل ملهم و مشوق.