هناك شيء ما تغير، لا أدري ماهو ولا أدري حتى حجم التغيير، إن كان قد زاد أو نقص! ارتفع أو انخفض! شيء ما لم يعد في مكانه، نزح عنه..غير مساره..غادر إلى وجهة مجهولة منذ أن غادرت وطني!
كلما ظننت أنني تعودت على حياتي الجديدة، وبدأت التأقلم مع واقعي المختلف، ورتبت أفكاري المبعثرة والمتناثرة في فوضى متاهة عقلي، حتى أستيقظ على صوت داخلي يذكرني صخبه بازدحام المارة في الأسواق الشعبية..بساحة جامع الفناء..بالآذان في مسجد مدينتي..يذكرني بالحياة التي كان ينبض بها وطني!!!! يوقظني في غفلة بصخب خافت ويقول لي أن شيئا ما قد تغير!!!
مر اشتياقي من مراحل عديدة، فبين الحنين للنكهات و الألوان التي يزخر بها مسقط رأسي، ها أنا اليوم أشتاق لأصوات من ماض جميل ألفتها أذني ولم يعد لها وجود في يومياتي المتشابهة الصامتة، أين صخب مدينتي ؟ ضحكات الأصدقاء المتعالية ؟ صرخات البائع المتجول المتتالية ؟ أين أهازيج الأعراس حين يمر موكبها في الشوارع؟ يحاول عقلي أن يستوعب ما الذي حدث للضوضاء المثيرة حتى تحولت لصمت كئيب لا يسمع فيه سوى ضجيج أفكاري!!!
-
سناء لعفوأنا سناء من المغرب مقيمة جديدة بكندا ، كتبت مجموعة نصوص عن تجربتي كأم مهاجرة حديثة وأود مشاركتها معكم ☺️ أتمنى أن تشاركوني آرائكم وتعليقاتكم.