الشارع يدخل الجامعة بلا زي موحد
إذا كنت طالبا جامعيا او تدريسيا او موظفا في احدى الجامعات وفاتك من اخبار الشارع او الفاظه او سلوكه المعاصر او ما تعج به السوشيل ميديا شيئاً فلا تقلق فانت فالمكان الذي لن يبخل عليك بتعليمك هذه الامور واكثر .
نشر في 24 ديسمبر 2016 .
بقلم : محمود اليعرب
اذا كنت طالبا جامعيا او تدريسيا او موظفا في احدى الجامعات وفاتك من اخبار الشارع او الفاظه او سلوكه المعاصر او ما تعج به السوشيل ميديا شيئاً فلا تقلق فانت فالمكان الذي لن يبخل عليك بتعليمك هذه الامور واكثر .
يحكى قديما ، حين كان الطالب الجامعي مميزاً بشاكلته و شكيمته ان شابا لم يوفق للدراسة في الجامعة وكان منتسبا للجيش وقت ذاك ارتدى الزي الموحد _ الزي الجامعي الذي هو هوية لطالب الجامعة حينها_ ، ارتدى زيه و ركب احدى الباصات التي تقل الطلبة الى الجامعة ، فجلس بالقرب من طالبة جميلة متناولا معها بعض الحديث .
اثناء الحديث سألته الطالبة الجميلة : اي قسم تدرس؟
تلعثم في اجابته لانه لم يسبق له ان دخل الجامعة حتى يعرف اقسامها وكلياتها فاجب : قسم المساحة والقياس .
فضحكت ضحكة يسمع صوتها كل من تواجد في الباص لانه لا وجود لهذا القسم .
احرج صديقنا الجندي وقرر ان لا يرتدي هذا الزي بعد الان .
كانت هذه القصة في سبعينات القرن الماضي ، والان بعد اكثر من 40 عاما اختلف الأمر بشكل يدعو للدراسة .
فالطالب اليوم يصطحب الشارع معه الى الجامعة .
يصطحب الزي الذي يرتديه الشارع ، و المفردة التي يقولها الشارع ، والسلوك الذي يسلكه الشارع ، حتى اصبحت الجامعة شاشة اخرى نرى فيها الشارع .
قد يفهم الامر على انه تنوع ، فالجامعة من الشارع والطلبة من بيئات مختلفة ؛ ولكن هذا لا يبرر انتقال تلك البيئات الى الجامعة .
كانت الجامعة بيئة تطوير وتغيير ، تغير الطالب الذي بدوره سيغير البيئة التي جاء منها .
فكم كان ينظر الى الطالب الجامعي نظرة احترام ؟ وكم كان الوقار يحومه ؟
كانت البيئة الجامعية محط انظار للمنظمات والمجتمع و الاحزاب كونها افضل بيئة ثقافية ومعرفية في المجتمع ، وكانت هنالك التجمعات و الانشطة ، وكل مجموعة تعمل وتكافح وتنتج اضافة الى العلوم التي يتلقاها الطلبة .
اما اليوم فالامر مختلف تماما ، فالجامعة هي مهرجان عرض ازياء ، نهر سين للعشاق ، ثروة للمقاولين ، مقاعد للسياسيين .
اللغة والافكار التي يتحدث بها جمهور الطلبة هي لغة وافكار بسيطة وفقيرة وسيطحية للغاية .
التكوين المعرفي العلمي كدراسة اكاديمية ضعيف لحد كبير .
كل هذا القدر من السقوط في الهاوية يجعلنا مؤمنين بضرورة اعادة التكوين الثقافي لطلبة الجامعة و تنمية الجانب العلمي الاكاديمي وخلق صلات بين الطلبة ، صلات تجعلهم اكثر قدرة على ان يغيروا سلوكياتهم .
فبالإضافة الى اقسام التخطيط والبعثات في العمادات يمكن ادراج قسم علم الإجتماع و النفس من أجل جعل دور الجامعة اكبر في نماء المجتمع .
-
محمود اليعرباكتب فقط لأنه لا يليق بالرجل البكاء . كاتب عراقي و طالب هندسة الكترون . كتابي ال21. حساباتي ع كل الوسائل : malyaarub