نظرت إليه بإبتسامة محملة بألف معني ...من حين لاخر تحرك عيناها بعيدا متفادية سهام نظراته..حامية قلبها من الوقوع في شباكه ....علي خطي الثلاثين يسيران كليهما .... ساعتان من الزمن لا يحمل النسيم خلالهما غير الصمت المفجع .....لا احاديث ....لا نقاشات ....فقط جلسة ثنائية مملة ليست هي الاولي ولا تختلف عن سابقيها حتي في تفاصيلها الدقيقة ..... الا يمتلك احدهم الجرأة ؟ الي متي سيقف حاجز الصمت بينهم مخفيا وراءه قصة حبا تتعطش للارتواء ؟ هل انا مبتغاه ؟؟؟سؤال بذهني يعاد ويعاد.... اتلفت حولي ولا اجد غيري ولكن اظل اكرره مرارا مرارا.... اصبح الانتظار خليلي الن يأتي ويحل مكانه؟؟؟ ....مجنونا اذا اعتقد ذهابي اليه ....فلن اعطي فرصة للمجتمع يلقبني بالمتحررة بما تحمله الكلمة من معني مناقض قبيح لا يصف واقعي الخجل ....سانتظر اسبوعا اخر ولعل شهرا ويمكن ان تكون الدقيقة القادمة هي الحاسمة ولعله اللقاءالاخير بيننا... هل سيذهب حقا دون ان يودعني ..ام انني بالنسبة اليه مجرد امراة وقعت علي مرمي بصره ؟؟
يا الهي لقد اتعبني التفكير في حالها .....في تعداد الاسئلة المتناثرة بداخلها ..اتعبني مشاهدتهم علي تلك الحالة ثلاث اسابيع بدون خطوة واحدة من احداهما ... اعينهم تفيض عشقا ولكن السنتهم وارجلهم اصابتها الشلل .... هل اتدخل ؟؟لماذا اصبحنا نستهلك وقتا وجهدا حتي نبدأ قصصنا .... اصبحنا نلهث بعد امتار من خط البداية ويراودنا الشعور بالهروب والانسحاب مع اول مشاحنة .... اضعنا لحظاتنا في الانتظار غافلين عما يجعلنا ننسج الحياة السعيدة لنا ولمن معنا ..... اتركهم يهيمون وارحل ………وفي اليوم التالي وفي نفس الموعد لا اراهم .... تري اين ذهبوا ؟؟.... لعلهم قد شعروا بتلك الاحاسيس الصادقة التي لا تعوض ولا يجب ان تترك حتي تذبل وتموت.
لعلهم الان معا يكتبون الحروف الاولي في حياة النعيم ....اشعر ان بداخلي راحة واستقرار لمجرد التفكير في الامر .... مازال هناك حب عذري يريد ان يحي بين هذا العالم الزاحم .....حبا لا يعرف مصالح ولا اسماء ولا مناصب فقط ارواح عاشقة..... كنت في كل مرة اري لمعة متجددة باعينهم واسمع انفاس تشدو وتغني لحن السعادة الابدية بسيمفونية اسميناها توأم الروح ....ارتشف قهوتي لاخرها ...والآن.....أتذكر ....انهم لم يكونوا في عالمنا ...انهم فقط في عالمي انا ....اطيافا صنعتها بعقلي لتشاركني عزلتي....الان هم رحلوا وغدا سيعودون معي بقصة رومانسية جديدة وفنجان قهوة جديد.
-
Maiباختصار مازال حلم الصحافة يجذبني