خيال علمي : يوميات ليليان
الجزء الاول "احتفال وغرابة"
نشر في 14 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
المقطع الأول:
أنا ليليان "لي لي"عمري ثلاثة عشر، هواياتي الكتابة والرسم والعزف الهوائي، إضافة لحب اللهو والمرح مع قطتي الشقراء الصغيرة.أما موطني فالأرض التي أحب، والتي هي طاووس ذنبه بلدي المغرب، بلد الثقافات والقيم الخالدة. يا أصدقاء أود أن أحكي لكم، أصرح بما يخالجني وأبوح بشيء فعلته أفرحني، حين أرضى رغبتي في مساعدة الأخر المحتاج، قد تظنون أن هذا غرورا وإستعلاء، ولكني أحبكم أصدقائي وأريد أن أروي لكم عن ذلك اليوم فاتح يناير٢٠٩٠م، الذي غيرت ليلته حياتي وحياة أخرين. الأن ها قد عرفتموني من المستقبل فأغمضوا أعينكم وإفتحوا مخيلاتكم، يطلق العنان لأفكاركم لأبدا الحكي والسرد وتكونوا جميعا جزء في قصتي هيا ـ هيا يا أصدقاء فدرب ذلك طويل وغريب.
كان يوم الجمعة يوم إجازة نهاية الأسبوع في مدرستي، التي هي إعدادية خاصة ضمن مجموعة مدرسية للبنات، بدءا بالروضة وحتى الثانوية، وإسمها "الولاء والإخلاص"، وشعارها "معا لبناء جيل لبه الولاء والإخلاص".
ذلك الأسبوع الذي كان حافلا ومتميزا، أجرينا فيه حفلة مدرسية خصت كل المستويات وأحاطت بكل المجالات، وذلك في قاعة حفلات مدرستنا المحبوبة.
فأنا مثلا، شاركت في مسرحية جميلة بعنوان "رحلة أميرة" وفيها جسدت دور الأخت الصغرى لهذه الأميرة، وسيمفونية رائعة صحبة أغلى وأروع الأصحاب، كل حسب قدراته ومهاراته، إضافة لمشاركتي في مسابقتين "الرسم والكتابة"، حيث حصدت المركز الثالث في الرسم، بصورة عبرت فيها عن الصداقة، فتاتان ونيستان لبعضهما في صورة تحكي حبهما.
وهنا أعذروني يا أصدقاء، عن التفاخر بصاحبة المركز الأول، إيملي ذات الخامسة عشر ربيعا، التي ما رأت عيني مثل إبداعها الجميل والمتألق، الذي يرمز للوقت وأهميته.
كان وقت توزيع الجائزة نادتها أحد أستاذات الفنون بإفتخار وإجلال، وسألتها إن كان الرسم تقليدا أم خيالا، أجابتها بمنتهى الثقة:
(إنها خيال، نعم خيال. يا أستاذة تخيلي لو أن هذه الفتاة الجميلة تجلس على جثث نحل تعيس.أ ستكون الصورة جميلة؟ أكيد لا يا أستاذة، خاصة وأننا سجناء عصر متسرع تتألم العيون فيه كثيرا، إذن لا بأس لهن من راحة صغيرة، وهن تنظرن لفتاة أوراق الزهور الجميلة، منثورة حولها في كل مكان تارة، وتبصرها تارة أخرى وهي تستنشق الزهرات المتفتحات العابقات بيدها).
حينها رسمت على وجوه الجميع حيرة، والأستاذة حين سألت:
(إيملي، أعرفك كنت من طالباتي المجدات، وإعتدت عبر رسوماتك المبهرة. إذن ماذا تقصدين هذه المرة؟).
ضحكت رسامتنا وقالت:
(إن النحل إرتباطا بالأحلام في علم النفس يشير للوقت والزمن، ذلك أنه دءوب دائما على عمله أي أن كثرته في الأحلام حيا تدل على الإنضباط والإحترام العميق للوقت، وعكس التفسير إن رأيناه ميتا. هذه نظرية عالم النفس الشهير جون بولستر(٢٠٢٠-٢٠٨٢ م)الفرنسي).
ثم ردت عليها الأستاذة بحيرة أعمق مرة أخرى:
(ولماذا يا بنيتي الزهر؟ أهو حبك للطبيعة الذي عهدته أيضا فيك أم هو شيء أخر؟).
وقالت إيملي مبتسمة:
(لا يا أستاذة، هذه مقولة أحبها من التلفاز، جاءت على لسان عالم بيئي تخصص حشرات إسمه جاك فرنان، وهو يتكلم عن العلاقات الوطيدة المتينة بين النباتات والحشرات حيث قال:
"لا يمكن أن تلمح حشرة ما في مكان ما، إلا إذا لمحت النبتة عشيقتها"
وما من النبتات قد تعشقها النحلات إلا الزهرات، فلولا الزهرات لما وجد الرحيق، ولولا الرحيق لما وجد العسل، ولولا العسل لما فرحت النحلات، وكل ذلك بأمر منه سبحانه وتعالى.
لكن يا استاذة قد يكون رسمي مناقضا للواقع، كوننا أصبحنا نقدس الوقت، وإن ضاع منه شيء فلا يضيع إلا القليل اليسير، وهذه رسالة أخرى أحببت إبرازها في رسمي، أننا كلما إستصغرنا أخطاءنا تجاهلنها بل وكررناها، في حين كلما عظمت في أعيننا إبتعدنا عنها وتعهدنا أننا منها غير مقتربين، أما عن عدد الزهرات، فهو عدد أحبه وأتفاءل به. فقط يا أستاذة،
وهكذا يكتمل رسمي، فتاة بارعة الجمال في يدها اليسرى ثلاث زهرات، وتجلس على أوراق أخريات منثورة هنا وهناك. أتمنى أن يحبها الجميع و شكرا شكرا لكم جميعا).
فصفق الجميع بحرارة لهذه الرسامة المبهرة، وتلألأت أعينهم وهم ينظرون لفتاة في مقتبل ربيع العمر وهي تقدم إنجازها العظيم، وتختمه بكلمات وبسمات طفولية، تدل على تواضع أخلاقها.يا أصدقاء أود منكم أن تعظموا وتشجعوا هذه الرسامة المبدعة والخلوقة.
وبعد هذه المغامرة الإيميلية سأحكي لكم عن مشاركتي في الكتابة التي أحرزت فيها المركز الخامس، وكان موضوع كتاباتنا ذكرى تحرير فلسطين، رمز عروبة الأوطان، والتي حررت لما ثار شعبها على الظلم والهوان، يوم الإثنين٢٥دجنبر٢٠٧٠، والتي صادفت في عامنا هذا ال٢٥من يوم السبت. فمنا من كتب عن الأسى قبل الحرية، ومنا من كتب عن التفاؤل بعدها لكن كل الكتابات كانت عربية صميمة، تكريما للغة القران الكريم، وهذا مقتطف مما كتبت:
"وفي ظل هذه المأساة، هدمت أيام منتهاها العلم والعلا، فإنطفأت شمعة الطفولة إنطفائا، فكم من طفل غرقت دفاتره بدمائه الطاهرة قبل موعد رن الجرس، فقبل أن يعانق أمه وأباه عانق ترابه تحت الأرض، فودع هذه الدنيا الفانية وداعا أخيرا رافقه بكاء مرير أليم".
يا أصدقاء، أنا ككل إنسان ذكرا كان أم أنثى، لي شخص أحبه وأهواه وأسميه صديقا حقيقيا. إنها سوزان صديقتي وجارتي الغالية. هي أيضا كان لها دور بارز ومهم في الحفل، لأنها تألقت تألق العباقرة لحظة تتويج إختراعاتهم بعد إذ أبدعت أناملهم في مسابقة العلوم، بإبتكارها برنامجا للحاسوب يحول الكلام إلى موجات صوتية يفهمها الحيوان ولا يسمعها الإنسان، والعكس كذلك قائم.
حقا إن صديقتي كانت موهوبة في العلوم ومولعة بها، فمنذ نعومة أظافرها لقنتها أمها العلوم تلقينا تلقينا، فهي متخصصة في العلوم الدقيقة خاصة الحاسوب.
يا أصدقاء أسفة أريد منكم أن تعظموا و تشجعوا أيضا هذه الأم، التي جعلت إبنتها هكذا بمفردها، نعم بمفردها فصديقتي الغالية والحبيبة سوزان أو كما أحب أنا مناداتها "سوزي" كانت يتيمة الأب.
التتمة في ما بعد ان شاء الله
^_^^_^
-
Meriem Bouzianiأهلا بكم في صفحتي المتواضعة هذه أتمنى أن تحبوا ما أكتب وتبدوا لي اراءكم ونصائحكم لكتابة أفضل وأكثر تطورا وشكرا ^^.
التعليقات
It's a nice, evocative first draft. Here are some tweaks I'd suggest ( Alex)
انها لطيفة وخاصة القطعة الاولى من المقال.
I wish you the best in your writing efforts. )Jo)
وأتمنى لك التوفيق في جهودك الكتابة.
I love this piece you wrote. It's approachable. Although speaking directly to the reader is risky. (Gary)
أنا أحببت هذه القطعة من كتابتك. انها نوع من البلوغة. يتحدث مباشرة للقارئ
I think your style of writing is engaging and entertaining and well paced. (Amanda)
أعتقد أن طريقتك في الكتابة هو جذاب ومسلية ويسير بخطى جيدة.
أنا اسمي ماري وامريكية الاصل أعجبت بكتابة الانسة مريم ولكن تمنيت ان تكون الكتابة اكثر باللغه العربية الفصحة لكنَ اسهل علي القراءة لاني هكذا تعلمت العربية العربية .
وشكرا لك عزيزتي مريم