شخص مثلي قد أرهقته الحياة، يحاول الخروج قدر المستطاع لكن يبادره الشعور بالإنتماء لعاداته ولحياته العادية..

شخص مثلي يريد الهدوء فقط، لا يحاول الإكثرات لأي شيء جنبه كأنني قد أحببت البقاء وسط هذا العالم المخيف..

كأنني أصبحت أنتمي لكل ذرة صمت وقلة الكلام، لم أعد احاول التعبير عن رغباتي كانها لم تعد تهمني أبدا، فور انصاتي لضجيج الساعة يلازمني الشعور بالخوف من الدقيقة القادمة، دقيقة من المستقبل فكرة باتت ترعبني، فما ادراك بالأيام والشهور جعلتني في حالة من الإرتعاش والفزع، استوطنني الخوف والضعف جعل مني شخصا متقلب المزاج تارة أحس بالإرتياح وتارة أبدأ بالهرب من جديد.

شخص مثلي لن يحاول العيش كثييرا، هذا الضجيج يهلك نفسيتي فلا تحاول أن تكون مثلي لأنك ستموت وانت على قيد الحياة..

أرهقني التفكير كثيرا بدى كأنه يحاول إستنزاف كل طاقتي، أصبحت أنغلق عن الحياة حتى أصبحت أجد صعوبة في التنفس، ما أعايشه يجعلني أدرك مدى صعوبة الحياة والإندماج داخل المجتمع، كيف لي أن أبتعد عن منطقتي التي احسها أنها تناسبتي إلا أنها تؤلمني في صحتي وتستمد نفسي.

نفسي التي لم أعد أحس بها، كانني شخص آخر تكونت من ضغوطات الحياة، من كل ما ألمني لحظة لكني لم أكثرت له بل جعلته شيئا عاديا وحاولت إكمال طريقي، لكنه كان إنذارا لي لكي أواجهه واحاول إيجاد حل، فبدأت أستجمع كل ألم وفشل في حياتي بدوت ككأس يحاول إفراغ ما بحوزته من أجل عدم الإحساس بذلك الألم ليبدو شيئا عاديا، لم أحاول المواجهة أبتعد قدر الإمكان لكي لا أتألم وأحس بتلك الحرقة، بدوت كشخص حاول الصمود وتلافي الأمر، لكنني في الواقع حاولت الهرب من كل ذلك، لدرجة أصبح أكثر صعوبة من السابق، أكان من اللازم أن اواجه، هل كان الحل سهلا لتلك الدرجة.

نعم كان سهلا لكنني خفت من نفسي لدرجة لم تعد موجودة الآن، عالم مخيف ومظلم أحسسني بالإرتعاش، مظلم لدرجة لم أعد أستطيع إمساك بأي شيء قربي، مظلم لدرجة لم أعد أستطيع رؤية وجهي في المرآة.

هل رأيت الآن معنى الموت على قيد الحياة، لا تحاول الإقتراب إبتعد لدرجة لا يمكنني رؤيتك،لا تكن مثلي،لا تحاول حتى التفكيير في ذلك أبدا...