لكي تكون سعيداً .. تخلّص من وهم الكمال! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لكي تكون سعيداً .. تخلّص من وهم الكمال!

برينا براون

  نشر في 09 ماي 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

إن السعي وراء المثالية والكمال لهو أمر قاسي ومرهق، لكننا وبقدر مانحاول، لا نستطيع إيقاف تلك الأشرطة التي تملأ رؤوسنا برسائل مثل " أنا لست جيداً بما فيه الكفاية" و "ماذا سيقول الناس؟"

لكن لماذا وبالرغم من معرفتنا بعدم وجود شيء كامل، يستهلك معظمنا كمية لاتصدق من الجهد والوقت محاولين أن نكون كل شيء لكل شخص؟ هل لأننا نعجب بالكمال لتلك الدرجة؟ لا -- ففي الواقع نحن ننجذب للأشخاص الحقيقيين والمتواضعين. نحن نحب الأصالة ونعرف أن الحياة فوضوية وغير كاملة.

يستنزفنا الكمال لسبب بسيط جداً: لأننا نعتقد بأن الكمال يحمينا. الكمال هو الإعتقاد بأننا لو عشنا وتصرفنا بشكلٍ  مثالي، فسنتمكن من تقليل أو تجنب تلك الآلام الناتجة عن العيب واللوم والأحكام الصادرة بحقنا.

نحن جميعاً بحاجة للشعور باستحقاقنا للحب والانتماء، وهذا الاستحقاق يكون على المحك عندما تشعر بأنك لن تكون ___ بما يكفي. (يمكنك ملأ الفراغ: رشيق، جميل، ذكي، مذهل، مشهور، محترم، ناجح)

الكمال هو ليس بنفس الشيء كسعينا لنكون أفضل. الكمال ليس حول انجاز ونمو صحي؛  إنه درع. الكمال درع بوزن 20 طن نحمله معنا معتقدين بأنه سيحمينا، بينما في الواقع هو ما يمنعنا من أن نكون نحن.

أن نعيش في مجتمع يغرقنا بتوقعات غير قابلة للتحقيق حول كل موضوع يمكن تصوره، من كم يجب علينا أن نزن إلى كم ساعة يجب أن نعمل إلى ماذا يجب ان نفعل - يجعل من ازاحة ذلك الدرع أمراً مخيفا. والعثور على الشجاعة للإنتقال من "ماذا سيقول الناس؟" إلى "أنا هكذا أكون" ليس بتلك السهولة. لكن ومع خوفنا من التغيير، هناك سؤال يجب أن نجيب عليه في نهاية المطاف:

ماهو الخطر الأعظم؟ أن نستغني عن ما يقوله الناس -- أو عن مانشعر به، ومانؤمن به، وعن من نكون؟

لذلك، كيف ننمي الشجاعة والعاطفة التي نحتاجها لنحتضن عيوبنا ونعترف بمن نكون كما نحن -- وأننا نستحق الحب والإنتماء والسعادة؟ لماذا نخاف جميعاً من السماح لأنفسنا الحقيقية بأن تظهر وأن تُعرف. لماذا نحن مشلولون بما يقوله الناس؟ بعد دراسة الضعف والعار والأصالة على مدى العقد الماضي، هنا ماتعلمته:

هناك شعور عميق من الحب والإنتماء - غير قابل للإختزال - يحتاجه كل الناس. نحن مجبولون - بيولوجياً ومعرفياً وجسدياً وروحياً - على الحب، على أن نكون محبوبين وأن نشعر بالإنتماء. عندما تُفقد هذه الحاجات، فنحن لا نكون كما يفترض بنا  .. ننكسر .. ننهار .. نَمِل .. نتألم .. نجرح الآخرين .. ونمرض ..

بالتأكيد هنالك أسباب أخرى للمرض، والملل، والأذى، لكن غياب الحب والإنتماء سيقود دائماً إلى معاناة.

لقد أدركت - وأنا أجري مقابلات بحثي - أن هناك شيئاً واحداً فقط يفصل بين الرجال والنساء الذين شعروا بإحساس عميق من الحب والإنتماء عن الناس الآخرين الذي يبدو أنهم يكافحون من أجل ذلك. هذا الشيء الواحد هو إيمانهم بجدارتهم واستحقاقهم. انه بسيط ومعقد:

إذا أردنا أن نشعر بالحب والإنتماء، فيجب علينا أن نؤمن بأننا نستحقه.

التحدي الأكبر بالنسبة لمعظمنا: هو أن نعتقد بأننا نستحق ذلك الآن، في هذه اللحظة.


يمتلك الكثير منا قائمة طويلة بالشروط التي يعتقد أن تحقيقها سيجعل منه جديراً بالقبول والحب والانتماء:

سأكون مستحقاً لذلك :

-عندما أفقد 20 باوند من وزني.

-عندما أستطيع أن أحمل وأنجب الأطفال

-عندما يعتقد الكل بأني أم جيدة

-عندما أحمي زواجي من الفشل

-عندما يقرر والداي ذلك

-عندما أبدو للناس ذكياً


إن الإستغناء عن تلك الشروط يعني السير في الطريق الطويل من "ماذا سيقول الناس؟" إلى " أنا هكذا أكون". لكن ومثل كل الرحلات، هذا السير يبدأ بخطوة واحدة، والخطوة الأولى في رحلة القلب هي أن تكون شجاعاً.

الشجاعة تعني أن نضع ضعفنا على المحك إذا أردنا أن نعيش، ونحب بكل قلوبنا، ونتواصل مع العالم من مكان نستحقه، فالخطوة الأولى تكون بالشجاعة اللازمة لامتلاك حياتنا وأن نكون صادقين عن من نكون. وليس هناك شجاعة أكثر من ذلك.



بواسطة: برينا براون - استاذ البحث بجامعة هيوستن - قسم العمل الإجتماعي. قضت ١٠ سنوات في دراسة مواضيع الضعف والعار والأصالة والشجاعة. لها كتاب بعنوان The Gifts of Imperfection

المصدر:

CNN

مصادر الصور:

١ ، ٢ ، ٣ 


  • 28

   نشر في 09 ماي 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

نادر السقا منذ 8 سنة
جميل المقال..
2
Afnan Kamal منذ 8 سنة
البحث عن الكمال أمر مرهق للغاية ويجعلنا نبحث عن انفسنا بعيد عنا، سلمت يداك
2
آية زمار منذ 9 سنة
المقال جدا رائع كأغلب مقالاتك جزاك الله خيرا ووفقك للمزيد
اهناك فرصة ان اجد الكتاب مترجم؟
2
علي الزهراني
شكراً لك آية،يسعدني ذلك. بالنسبة للكتاب للأسف لا يوجد نسخة عربية منه حسب ما أعرف. نتمنى أن يُترجم قريباً.
darbaoui imad منذ 9 سنة
ربما هنالك صور لا تظهر في المقال
1
علي الزهراني
قمت باعادة تحميلها. شكراً لك عالتنبيه، أخي.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا