مرحبا صديقي خالد ، لك مني كامل السلام والإحترام.كيف حالك ياصديقي، وكيف حال الغربة معك ؟ أعلم أنك قد أصبحت مستقرًا هناك بعد أن حصلت على هوية البلد الذي تقيم فيه، هذا أخر ما أتذكره بيني وبينك بعد أن انقطعت عن التواصل بين كل من تعرفه من أهلٍ وأقارب وصحبة ، أعلم أنك بعد وفاة أمك لم يبقى لك شيء في بلادنا كما تظن ، ولكن أتمنى أن تكون سعيدًا بغربتك ، أو حتى ساعدتك على نسيان ألم وفاة أمك ، ولكن هل ساعدتك أيضاً على نسيان أهلك وأصحابك؟ يا خالد لا تظن أنك خالدٌ في الدنيا حتى تبتعد ، فيوم الآخرة سنلتقي ، كن صادقاً مع نفسك ومع أسرتك من زوجة، وأبناء سيسألون عن هوية أبيهم وعن أهله حينما يكبرون، ياصديقي قد تفارق البلاد سنين ولكن حتماً ستشتاق وأعلم أنك كذلك ، أعلم أنك لا تود أن تعود إليها لأنها تذكرك بأمك وينفطر قلبك لها ، ولكن في نفس الوقت أنت تناقض سُنة من سنن الحياة التي فرضت علينا ، تتحجج بأن هذا يساعدك على النسيان ولكن تعي جيداً أنك تكذب على نفسك ، وأنك إما أن قسى قلبك كالحجر لكي تنسى ، وإما أنك لم تنسى ولكنك تتناسى وأصبح الإيمان لديك ضعيفاً ، أذلك تأثير الغربة عليك من البلد الذي تتمتع بهويته ! أتمنى أن تعي مقصدي من مراسلتك.
صديقك المخلص بشار.
-
yahya mohamedإن كنت تريد تخليص حقك في الدنيا لزماننا هذا فعليك بالكتابة.