استدرك قائلا ,,, عذرا ايها القاضي ,,, اريد ان اقول شيئا
لقد نال مني هذا المدعو ( الزمن و اعوانه ) ,,, فلم يكن لي ذنب في جريمتي هذه سوى انني انسان ,,, لقد اعطيته كل ما املك ,,, و لا زال يطالبني بفوائد قروض حياتي ,,, لم يعد بمقدوري ان اسدد شيئا ,,, لانني لم اعد املك شيئا ,,,
سئمت العيش في مكان لا ارغب فيه ,,, و زادني بلاء اني اعيش في زمن اصحابه لم يعودوا من الاخيار ,,, لم اعد اريد البقاء حيا هكذا دون حياة ,,, صرت اتمنى الهجرة الى ما وراء البحار ,,, يقولون ان هناك يعيش الانسان ,,,
سيدي القاضي ,,, لقد اكتشفت متاْخرا ,,, ان الناس لا يتشابهون ,,,فكان من الصعب جدا ان اكون بينهم و هم بعيدون ,,, يرون اصحابهم قد نال منهم الموت ,,, و يقيمون عزاءا لهم و لا يبالون ,,, و هم يعلمون جيدا انهم يقفون بعدهم في نفس الطابور ,,,
اصبح الانسان له اسم اخر ,,, فلم يعد يحمل شيئا من صفات الانسان ,,, لكنه ظل يرتدي لباسه و ياْكل طعامه و يتحدث بلسانه ,,, و يصف تاريخه باْنه احمق ,,,
فلا عجب ايها القاضي ,,, ان تحكم علي بالموت ,,, فقط لانني انسان