جدتي اشتقت لك كثيرا....اليوم مر عامان ع فراقنا جسديا! ولكني اراك في أغلب مناماتي!
ولأنني في أغلب مناماتي أكتفي برؤيتك لاغير !فقررت اليوم أنا أحادثك عن تفاصيل حياتي وحياتنا بشكل عام!
جدتي يوم الجمعه أصبح موحشا جدا جدا جدا!....أفتقد لأتصالك بنا وأطمأنانك علينا!
جدتي لاأعلم أن كانت دعواتي تصل أليك ...ولكنني أعلم بانك باذن الله في عالم أجمل ممما كنت عليه.....
أمي ليست قادرة ع استيعاب فقدانك بعد...هي ليست قادرة ع التعبير ولكن أرى بعينيها ألم وكسر كبير ليس بأحد قادر ع جبره....
جدتي أشتاق لاحتضانك وسماع جملتك المعتادة "محلى ريحتكم" أشتاق لأكلاتك وأجواءك ....
أشتاق لحديثي معك عن يومياتي....فداءما ماكنت أحسد نفسي ع جدة مثلك تماشي عصرنا الحالي مع اختلاف أجيالنا ولكنك كنت غالبا ماتفهمينني وتحفظين ماأقول عن دراستي ويومياتي وتسألينني عن تطوراتي وتدعين لي وتتصلين وتعايدينني ...الآن أصبحت مهندسة بشركة بمجال تخصصي كما تمنيت وتمنيتي لي ياجدتي! أتمنى لو كان بامكاني ان أشتري لك كنافة التي طالما كنتي تحبينها وكنت تفظلين التي يجلبها والدي...اتمنى لو بامكاني الآن ان اجلبها لك بمالي الخاص!
الآن انا وامي نصيم أيام الأجر ونتذكرك ...فأنتي من علمتني وحببتني بالصيام ياجدتي!
جدتي اصبحنا نقتبس منك الكثير انا وأمي ...ولكني أخشى ع أمي فهي من وقت فراقك لنا صامته وكاتمة لكثير من مشاعرها
جدتي الآن نحن رجعنا لمنزلنا ورممناه بعد حرب ودمار....جدتي كم اذكر ذاك اليوم الاخير لك معنا قبل نزوحنا والطاءرات فوقنا تقصف وكنتي تبكين علينا خوف الا ترينا مرة ثانية وذهبتي وكنتي تترجينا كي نأتي معك وكأنك تعرفين أنه أخر لقاء لنا بمنزلنا وانك لن تريه مجددا! زاويتك المفظلة ببيتنا تفتقدك بشدة ياجدتي عندما كنتي تفضلين ان تصنعي فيها "الفتات والسفنز" بت أتحاشا المرور بها فهي تذكرني بك! وانا اريد ان اصمد ! أصمد بشدة !ولست بقادرة!
أتعلمين ياحبيبتي ....الطبيبة تقول لي لا تتوتري وستكونين بخير! لا تضغطي ع نفسك ! وهي لاتعلم بأنك أحد أسباب كوني لن أكون بخير! رحلتي عني وتركتي ذاك الفراغ الكبير بي وبأمي ! كم نحن حزينين لفقدانك !
حسنا أنا مريضة بالحنين ومن شكوى الزمن المفقود من سادية الحاضر....حاضرنا سادي جدا ياجدتي....ولكنك بأحلامي وقلبي حاضرة ولكن بغصة بندبة بالقلب موجودة!....