أنا لا أعرفني فكيف لي أن أعرفك ... !
هلوسات ليلية
نشر في 11 يونيو 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
و حينما قررت كتابة هذا المقال تزاحمت بداخلي الكثير من الكلمات ... الكثير من الأفكار التي ظلت سجينة سنوات مضت ... ثلاث سنوات ! و ربما أكثر بكثير ... أجلس وسط ضجيج من الأحدات تجاورني ... أنا التي تعشق الهدوء و السكينة ... كيف أهرب من ضجيج كلمات إلى ضجيج آخر ... ضجيج أخف بكثير من الضجيج الداخلي الذي طالما أسكتته بحجة انتهاء الدراسة ... حجة الانتهاء من تلك المحادتات التي لا تقدم لنا سوى متعة لحظية و أشياء أخرى أحاول من خلالها ما أمكن أن تأجيل ذلك الحديث الداخلي من النفس ... ذلك التواصل و تلك المحادثة الوحيدة التي تقدم لنا متعة أعمق فقط لأنها تجعلنا نتألم ... لكن هل ذلك التواصل يجعلنا حقا نتعرف على أنفسنا ... كثيرا ما أتساءل هل نستطيع التعرف عن ذواتنا بمجرد حديث بسيط ... أظل أفكر و أنا في طريقي لمعرفة ذاتي و حينما أصل إلى القليل من ذاتي ... أتساءل من جديد هل ما أعرفه عني هو أنا أم أنني أنا آخر ... تلك التي يعرفها الآخرون ... من أنا من أكون و كيف أصل إلى معرفتي ... قضيت سنوات و اخترت دراسة علم النفس ... عسى أن أصل إلى شيء مني لكنني تهت ... تهت أكثر من ذي قبل ... تهت ليس خلال بحثي عني .... بل تهت أكثر في الوصول إلى من حولي ... لم أعد أعرف أي أحد و لم أستطيع حتى الرجوع لمعرفة نفسي ... لأنني لم أعد أبحث عن ما يراه الجميع ... بل أعمق من ذلك ... مللت من تلك المعرفة السطحية لمن حولي ... أنا لايكفيني معرفة أن تلك الابتسامة ليست ابتسامة فرح...بل ابتسامة تخفي وراءها الكثير من الألم ... أن أرغب في معرفة خباياهم لكن ليست لي القدرة ... عفوا ليست لي الرغبة ... أحتاج قبل ذلك لأن أعرف خبايا نفسي... أحتاج لأن أنغمس داخلي ... أرغب في أن أعرف من أنا حتى أستطيع معرفة من أنتم ... فلا تحتموا علي في كل مرة بأن أعرفكم ...لأني أحتاج لمعرفة نفسي أولا !
-
Khadija Elkouch Baakiliكاتبة هاوية