أصعب لسعة في العالم ليست لسعة النمل أو النحل أو البعوض أو قنديل بحر سام ليست لدغة أفعى أو عقرب، بل إنها لسعة الحب، لسعة رغم صعوبتها جميلة و حلوة، تأتيك على حين غرة، لتبعثر جميع كيانك و جميع إفرازاتك الهرمونية حتى تختلط عليك الأمور و تصبح لا تعرف بماذا تشعر، عل بالفرح أو بالتوتر أو بالخوف؟ بل إنك تشعر بها جميعا في وقت واحد.

إنها لدغة تجعلك تحلق نحو السماء السابعة غير مكترث بقوانين نيوتن للجاذبية أو بتفاهات إينشتاين، تجعلك تختصر العالم في شخص واحد و تكتفي به فقط دون غيره من الناس، فلسعة الحب تجعلك تتخطى المستحيلات و تحقق المعجزات متحديا كل العوائق التي أمامك فقط من أجل أن تكون بقرب توأم روحك. رغم كل هذا فإن البعض يرى في الحب لعنة، فإنها تبقى أجمل لعنة في الكون، لفهي تجعلك تشعر بالقوة المطلقة و العجز في الآن نفسه، تتحلى بالشجاعة و يسيطر عليك الخوف في نفس الثانية، تصبح جريئا و خجولا في الهنيهة نفسها، أحساس يحييك و يميتك في الساعة ألف مرة ، إنه الشعور الذي يشعرك بالنقص و الكمال كلما اجتمعت بمحبوبك.

فجميعنا نتمنى أن تصيبنا هذه اللعنة الجميلة و الساحرة حتى و لو أنكرنا هذا أمام الملأ فإننا لا نفعل ذلك بيننا و بين أنفسنا، فنحن نتمنى حقا أن نلسع من قبل الحب و او مرة واحدة في حياتنا لتصبح قلوبنا طيورا حرة تحلق في الفضاء ضاربة بجوانحها كل شيء عرض الحائط،ذلك أن هذه القلوب في لحظة بل في جزءمن الثانية تصبح طيورا كاسرة و فراخا ضعيفة كلما اجتمعت بحبيبها