ريان: أحسن الله عزاءكم
أحسن الله العزاء
نشر في 06 فبراير 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
"ريان: أحسن الله عزاءكم "
((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ))
" سَيُدْفَنُ رِيَّان، وَسَوْفَ يُغْرِقُوا مَرْقَدَهُ بِالْوُرُودِ الْحَمْرَاءِ وَالصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ، ثُمَّ يَأْتِي مهرطق فِي زِيِّ شَاعِرٍ لِيَكْتُبَ شِعْرَا فِي الْوُرُودِ، كَمْ هَذَا مُخْجِلٌ؟!"
هَلْ بِالْإِمْكَانِ نِسْيَانُ مِرَارَةَ الْهَزِيمَةِ، هَلْ فِعْلَا نِسْيَانُ الْهَزِيمَةِ هُوَ أَيْضًا هَزِيمَةً؟!
كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الزَّمَنِ قَابِلٌ لِلتَّصْدِيقِ، وَقَدْ حَانَ الْوَقْتُ لِإنْهَاءِ الدَّهْشَةِ!!
نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَانِ نُفَضِّلُ فِيهِ الْعَيْشَ مَعَ أَبْطَالِ الْأَوْرَاقِ الصَّفْرَاءِ..
نَرْتَشِفُ بِمَعِيَّتِهِمْ قَهْوَتَنَا صَبَاحًا بِهُدُوءٍ، عِوَضًا أَنْ نَكُونَ أَبْطَالَ رِوَايَتِنَا الْأخْلَاقِيَّةِ!!
بَاتَتْ قِصَّةُ " رِيَّانِ " حَديثَ الْعَالَمِ، وَمُنْذُ ان جَاءَ خَبَرُ سُقُوطِهِ فِي الْبِئْرِ، تَوَالَتْ عَلَيْنَا أَفَلَامَ الاكشن مَعَ مَزِيج مِنَ الدِّرَامَا الَّتِي يَتَخَلَّلُهَا بَعْضُ التّرَاجِيدِيَا، وَأَحْيَانَا ادخَالُ قَلِيل مِنَ الفانتازيا لِزِيَادَةِ التَّشْوِيقِ وَالْاِنْدِمَاجِ مَعَ الْأَحْدَاثِ الْمُتَلَاحِقَةِ..
لَا أحَدٌ يَسْتَطِيعُ ايقاف الزَّمَنِ..
الْوُجُودُ مُتَقَلِّبٌ فِي مَجْرَاِهِ..
لَا نَسْتَطِيعُ فَرْضَ ارادتنا بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ..
كُلَّ شَيْءِ زَائِلِ..
لَا شَيْءُ يَدُومُ..
وَلَا شَيْءُ يَسْتَمِرُّ..
لَا شَيْءُ يَبْقَى الى مالانهاية..
الْكَلُّ يُهَرْوِلُ لِيُؤَولَ الى الْهَلَاَكِ يَوْمًا مَا..
أَلَيْسَتْ وَقْتِيَّةُ الْأَشْيَاءِ وَتَقَلُّبَاتِ الزَّمَنِ الدَّائِمَةِ هِي مَا يُمَيِّزُ حَيَاتُنَا الزَّائِلَةُ؟
الصَّمْتَ يَسُودُ..
كُلَّ شَيْءٍ فِي سُكُونٍ وَتَرَقُّبٍ..
تَشْهَقُ الانفاس، وتتحشرج الْكَلِمَاتِ، وَلَا تُزَالُ عَقَارِبُ الْوَقْتِ تَسِيرُ !! لَمْ تَعُدْ لَحْظَاتُ حَيَاتِنَا تَخْلُو مِنَ الْمُنْغِصَاتِ..
فِي كُلِّ لَحْظَةِ هُنَاكَ حَدَثٌ مَا يُحَطِّمُ نَفْسِيَاتُنَا..
قَدْ يَبْكِينَا، وَقَدْ يَتَركنَا فِي حَالَةٍ مِنَ الذُّهُولِ الْمَمْزُوجِ بِصَدْمَةٍ قَدْ تُودِيَ بِنَا أَوْ تَتركنَا فِي حَالَةٍ مِنْ صَمْتٍ سَقِيم!! لَمْ تَعُدْ تَخْلُو صَفْحَاتُ الْجَرَائِدِ وَلَا شَاشَاتِ الْقِنْوَاتِ الْفَضَائِيَّةِ مِنْ مُشَاهَدٍ تَدْمَى لَهَا الْعُيُونُ.. وَتَنْسَدِلُ لَهَا الْجُفُونُ.. وَتَتَفَتَّتُ لَهَا الْقَلُوبُ.. وَتَنْهَارُ لَهَا الْعُقُولُ..
وَالْحيطَانُ الصَّمَّاءَ تَسْمَعُ الصَّمْتُ وَلَا تَسْمَعُ الْكَلَاَمَ!! الْمَطَرَ يَتَحَوَّلُ ثَلْجَا..
هُنَاكَ فِي الْعُمْقِ الْقَرِيبِ مِنَ الْقَلْبِ مَشَاهِدَ واحداث تَطْفُو ثُمَّ تَغْفُو ثُمَّ تَعُودُ لِلْطَفْوِ عَلَى جِدَارِ الْقَلْبِ..تَبْحَثُ عَنْ زَوَايَا تَخْتَبِئُ فِيهَا..
يضِيعُ ذَلِكَ الطِّفْلِ الْمُلَوَّنِ بِالْحَنِينِ، كَبرَ بَيْنَ ثَلْجٍ قَدِيم ذَابَ، وَثَلْجٍ جَديدٍ يَهْطِلُ!! رَسَمُوا لَهُ عَالَمَا مَنِ الْوُرُودِ، وَهُوَ فِي رَبِيعِ عُمَرِهِ، وَعَنْدَمَا أَرَادَ قَطفَ وَرَدَةً مِنْ حَيَاةٍ، صَاحُوا: لَا تَسْتَطِيعُ سَرِقَةَ تِلْكَ الْوَرْدَةِ!!
مِسْكِين ذَلِكَ الطِّفْلُ الْبَرِيءِ، لَمْ يُخْبِرُوهُ أَنَّ قَطَفَ الْوُرُودِ الْمَرْسُومَةِ عَلَى دَفَاتِرِ الْحَيَاةِ جَرِيمَةً يُحَاسِبُ عَلَيْهَا الْقَانُونُ!!
لَمْ يَنْتَبِهْ أحَدُ مَنًّا أَنَّ اللَّيْلَ قَدْ مَاتَ وَتَرَكَ جُثْمَانَهُ الضَّخْمَ يَقِفُ فِي وَجْهِ الشَّمْسِ حَاجِبًا الْأَشِعَّةَ وَالدِّفْءَ عَنْ وَجْهِ طِفْلٍ فِي عُمَرِ الزُّهورِ..
هَلْ بِإِمْكَانِنَا الْكِتَابَةَ عَنْ مُعَانَاةِ ذَلِكَ الطِّفْلُ دُونَ إعْلَاَنِ الْحِدَادِ عَلَى صِدْقِنَا!!
قبلَ رِيَّانِ التحدي.. التحدي مَعَ نَفَسِهِ.. وَبَدَأَ صِرَاعُ التَّشَبُّثِ بِالْحَيَاةِ..
مَشَاهِدَ الأكشن تَتَوَالَى تلك الَّتِي أَكَادَ أَتَصُورُهَا دَرْبَا مِنَ الْخَيَالِ.
أيَّامٌ عِدَّةٌ وَالْجَرَّافَاتُ تَعْمَلُ لَيْلًا نَهَارًا، وَالْحَفَّارَاتُ كَذَلِكَ، وَالْجُنْدِيُّ الْخَفِيُّ الْمَعْلُومُ " الْإعْلَاَمُ " يُدِيرُ الدَّفَّةَ يَنْقُلُ لَنَا مَشَاهِدَ وَأخْبَارَ ذَلِكَ الْفِيلْمِ الَّذِي سَيَحُوزُ عَلَى كُلِّ الْجَوَائِزِ، لِأَنَّهُ جَمْعٌ بَيْنَ الدِّرَامَا والأكشن فِي آن.
الْحَالُ مُزْرِيَةٌ أَيِّهَا السَّادَةَ، كُلُّ تِلْكَ الْإِمْكَانِيَّاتِ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا اِنْتِشَالَ طِفْلٍ مِنْ بِئْرٍ!!، والأنكى مِنْ ذَلِكَ، كَانَ الْكَذِبُ أَخَسٌّ وَأَوْضُعُ، وَأَرْذَلُ صَفَّةٍ تَفَشَّتْ بَيْنَنَا. أَمَّا النِّفَاقُ الْإعْلَاَمِيُّ فَحَدِّثْ وَلَا حَرَجٌ، فَقَدْ بَلَغَ ذُرْوَتُهُ، مِنَ الْخسَّةِ وَالْوضَّاعَةِ الْمُنَمَّقَةِ.
لَا مُشْكِلَةٌ ان يَتَخَطَّوْا الآخرين.. نَاسَيْن او متناسين طَبِيعَتَنَا الْإِنْسَانِيَّةَ وَالْأخْلَاقِيَّةَ.. مَشَاعِرُنَا الْآدَمِيَّةُ..
كَمْ رِيَّانِ يُوجَدُ فِي الْعَالِمِينَ الْعَرَبِيَّ وَالْإِسْلَامِيَّ؟!...
أَكَادَ أَجَزَمَ أَنَّهُمْ كثيرون!!
مِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ فِي صَمْتٍ، وَآخِرُ قَضَى وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَدْفِنُهُ- هَذَا إِن دُفِنَ أَصْلًا-، وآخرون لَا يزَالُونَ يُصَارِعُونَ الْمَوْتَ وَالْهَلَاَكَ، وَلَمْ تَرْصُدْهُمْ عَدَسَاتُ الْإعْلَاَمِ، وَمِنْهُمْ مِنْ رَصَدَتْهُمْ وَغَضَّتِ الطَّرْفَ عَنْهُمْ بِقَصْدٍ او بِدُونِ قَصْدٍ.
أَطِفَالٌ يَنْعَمُونَ بِالْبَرَاءةِ الَّتِي لَمْ تُلَوَّثْ.. تَجِدُهُمْ يَمْيَلُونَ قَلِيلا الى الأمام، ثُمَّ يَمْيَلُونَ قَلِيلَا إِلَى الْخَلْفِ، ثُمَّ يَعُودُونَ لِيَخْلِطُوا قَلِيلَا بَيْنَ الْيَوْمِ وَالْأَمْسِ، وَيُنَادُونَ بِأَعْلَى أَصْوَاتِهِمْ، فَلَا يَسْمَعُونَ سِوَى الْهَمْسِ، ثُمَّ حِينَ يَرَون ظِلَالَهُمْ مُحْدَوْدِبَةً عَلَى الطَّرِيقِ أَلْقَوْا اللَّوْمَ عَلَى الشَّمْسِ!!
ماهر باكيردلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير