في كل مرة ألملم أفكارا و أطرح مجلد كلماتي أرضا لأحيك قصة أو ربما أنجز كتابا ، أمسك قلمي و سيمات الرضا تجوب تضاريس وجهي و قلبي و أركان روحي ، أكتب بعضا من كلي حتى يصبح ما كتبت أنا ، أضع نقطة النهاية و أجمع أوراقي ثم أرمي بها في أسفل درج المكتب و اقفله بإحكام ، هكذا في كل مرة تكون نهاية كل ما أكتب ، ربما لانني لازلت أشعر بحاجتي لبعض من الشجاعة و كثير من الوقت ، بعض الشجاعة لاستطيع أن أوقع على عقد الخيانة ،أنه عقد خيانتي لنفسي و لأفكارها .تخان النفس ببوح أسرارها للملأ و جعلها محطة يستريح فيها القراء الذين أرهقتهم مساعي الحياة، أن تكون كاتبا تعني أن تكون مجردًا من الخصوصية تعني أن تجمع بأفكارك و آلامك و ترمي بحملها على كاهل ورقتك -التي تقابلك على سطح مكتبك- و تنتظر مجيئك إليها كل مساء لتحتضنك و آلامك و خيباتك و لتربت على كتفك ككل مرة ... ترهقني هذه الأفكار التي تأبى الرحيل و في كل مرة توصلني إلى نفس النقطة من هذا المسار الدائري .. فإلى متى سينتهي هذا الرهان الذي سيخرج منه الطرفان خاويان الجعبة أو لعل السؤال متى تحين اللحظة لعقد رهان جديد نهايته مرضية للطرفين ...