الاهداء والشكر

احب اهدي بحثي هذا الى استاذنا الغالي البروفسور د.جواد الموسوي واحب ان اشكر خالقي لمساندته اياي واحمده سبحان رب العرش العظيم واحب ان اهدي بحثي الى سيدي الغالي ابي العزيز واهدي الى امي الحنونة التي تحملت معي مشاقه دراستي ومساندتهم لي في مختلف ظروفي عسى ربنا ان يهديهم الى خير الاعمال والاجر والثواب في الدنيا والاخرة.

بسم الله الرحمن الرحيم

والضَّحَى (1) واللَّيُل إذَا سَجَى (2) مَاوَدَّعَكَ رَبُّكَ وُمَا قَلىَ (3) وَللْاَخرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ اَلْأولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيِكَ رَبُّك فَتَرْضَى (5)

صدق الله العظيم

فهرس المحتويات

الاهداء و الشكر ...........................................1

الاية القرانية ...............................................2

فهرس المحتويات............................................3

التمهيد.......................................................4

المقدمة .....................................................5

اولاً: موقع مملكة ميسان و نشأتها........................6

ا-الموقع.....................................................6

ب-النشأة....................................................7

ثانيا:الحياة الاقتصادية لمملكة ميسان.....................8

أ‌- البضائع التجارية..................................8

ب‌- الطرق التجارية...................................9

ثالثا :علاقتهم مع الدول المجاورة ..................11

الخاتمة...............................................14

المصادر و المراجع ...............................15  

التمهيد

عند التكلم عن التجارة والملاحة في الخليج العربي لنقل البضائع ترجع بالجذور منذ عصور سحيقة.

وتشير الاثار التي تركتها الحضارات المتعاقبة في المنطقة العربية الى ان الملاحة البحرية في منكقة الخليج العربي فمنذ الالف الثالثة ق.م كان هناك نشاط تجاري بحري في الخليج العربي وكان لسرجون الاكدي نشاط تجاري بحري في الخليج العربي واهتم السومريون بالملاحة عبر الخليج العربي,وكذلك فعل البابليون وظل الخليج العربي يشهد نشاطا بحريا يتعاقب الحقب التاريخي.

وكان أول من نصب الفنارات الملاحية في الخليج العربي هم هم شعب مملكة ميسان وعاصمتها (خاراكس Charax) الذين ركبوا البحار وسيروا أغوارها وغاصوا في اعماقها السحيقة حيث حيث سيطروا على جزيرة(خارك) التي اشتقوا اسمها من اسم عاصمتهم الميسانية (خاراكس Charax) ووضعو عليها فنارا بحريا وجعلوها منطلقا لسفنهم ورحلاتهم البحرية البعيدة وكان للمملكة ميسان علاقاتها البحرية والتجارية مع الاقاليم المجاورة عبر المسالك الملاحية المفتوحة على البحار الواسعة فتكاثرت المرافئ والمراسي الطبيعية التي ذكرت العديد من المصادر التاريخية.

المقدمة

يجري البحث عن الاحوال الاقتصادية لمملكة ميسان منذ بدايتها الى ازدهارها وتكمن اهمية الموضوع في دراسة احوال العرب القديمة ونصب في دراستنا لماجستير التاريخ القديم ويكمن الهدف في الوصول الى الملاحة والتجارة كانت مصدر دخل العرب قبل الاسلام منذ عصور سحيقة واتبعت المنهج الوصفي لاحوالهم ولقيت صعوبة في ايجاد المصادر وقلتها وبعض افضل مصدر لي مختصر تاريخ العراق القديم الجزء الخامس للكاتبان علي شحيلات وعبد العزيز الياس الحمداني وغيره من المصادر التي افادتني في بحثي هذا.

ويتضمن البحث عن الموقع والنشأة والحياة الاقتصادية والطرق البرية والبحرية وبضائعها وعلاقتها مع الدول المجاورة ومع الرومان والفرثيين والصين ومملكة كوشان ومع تدمر وخاتمة البحث ولكم الشكر والتقدير.

اولا: موقع مملكة ميسان ونشأتها.

أ.المواقع:-

تتقد المراجع التاريخية على ان ميسان دويلة عربية نشأت في رحم بطائح العراق في القرن الثاني قبل الميلاد وتوسعت حتى جنوب بابل في وسط العراق، وبلاد (عيلام) في جزئها الجنوبي، واستفادت من موارد الاهوار الطبيعية في بناء سفنها الحربية والتجارية المزينة بالنقوش والزخارف الميسانية وتوسعت في نفوذها مستغلة مسطحاتها المائية.

لتعزيز دفاعاتها الطبيعية في التصدي لهجمات الفرثيين والساسانيين ثم تدرجت في سلم القوة واصبحت دولة كبيرة حكمها ثلاثة وعشرون ملكا ويعد هيسباوسين اول امير ميساني اعتلى عرش المملكة( )عرفت ميسان قديماً باسم خاراكس (الإسكندرية / المحمرة) ذكرها العالم يوبا وقال: إنها تبعد (80) كيلومترا في زمنه عن البحر، واستنادا لمعلومات مسافرين عرب وتجار رومان انها كانت تبعد حوالي (120) كيلومترا عن البحر، ويقال ان مجرى نهر أولاي (الكارون)

ومجرى نهر دجلة العوراء(شط العرب) يكونان مع بعضهما بحراً, أطلق عليه العالم بليني اسم (لوكس – كالديكس) ، وكان يبعد (3) كيلومترات عن مدينة خاراكس( ) تقع جنوب شرقي بلاد وادي الرافدين وهي جزء منه ومركزها مدينة المحمرة وكانت لها علاقة وثيقة الصلة ببلاد بابل، وسكانها وملوكها من العرب( ).

ب.نشأتها:-

نشأة دولة ميسان او ماتسمى كرخينة او كراكينة خلال العهد السلوقي في الجزء الجنوبي من بلاد الرافدين عند ساحل الخليج العربي والتي ورد اسمها في المصادر الآرامية ( السريانية) والعبرانية والعربية باسم ميسان وفي المصادر الفارسية ميشن أو ميشان أو ميشون وفي المصادر الكلامكية باسم ميسين.

تلك الدولة التي نالت استقلالها وانفصلت عن الدولة السلوقية وفي زمن الملك السلوقي انطيوخس الثالث الكبير(222-187 ق.م)

على اثر اندحاره على ايدي الرومان عام 188 ق.م في معركة مغنيسينا، واستمرت هذه الدولة في النمو والازدهار حتى اصبحت في العهد الفرثي اللاحق من الدول المهمة وكان اكثر سكانها من العرب الآراميين( ) .كانت دولة ميسان الآرامية العربية الولاية التابعة الى الدولة السلوقية الواقعة على الخليج العربي ويبدو ان الدولة السلوقية كانت تهتم بالتجارة مع الشرق وكان لابد لها ان تهتم بهذه الولاية، ويتضح هذا من خلال تعيين الملك انطيوخس الثالث الكبير موظفا كبيرا لهذه الولاية، كان حاكمها في زمن الملك السلوقي انطيوخس الثالث الكبير هو (بتيادس) وانه قد ابدله بعد فشل ثورة (مولون) ضد الملك السلوقي عام 221 ق.م وعين عليها حاكما جديد هو (يتجون) اما في زمن الملك السلوقي أنطيوخس الثالث الكبير المتأخر فقد قام الوالي الجديد في هذه الولاية وهو (نومينوس) بشن حملة برمائية بمحاذات كرمان، كان هدفها هو تأمين التجارة بين عاصمة هذه الولاية والهند، وعندما حزب الفيضان المدينة وأعادة بنائها الملك السلوقي أنطيوخس الرابع(175-164) ق.م عين عليها واليا رجلا اسمه حسيوسنس(كمرزبان) أي حاكماعليها، وكان عمره بين 30 و 40 عامل ويعتبر هذا الرجل المؤسس الحقيقي لدولة ميسان الآرامية العربية وفي مقدمة ملوكها وقد ذكر اسمه لأول مرة عام 179 ق.م حيث اختلف علماء التاريخ في اصل هذا الحاكم فمنهم من كان يعتقد انه من باكتريا (أفغانستان) الحالية وهو ابن عم (أيثدينوس) اما العالم (تارن) فيرى انه ايراني، غير ان العالم (فايسباخ) يرى انه رامي عربي.( )

ثانيا.الحياة الاقتصادية لمملكة ميسان

ان الصفة الغالبة للمجتمع الميساني العربي هو مجتمع زراعي تجاري ،فكانت دولة ميسان العربية تتاجر مع الدول المجاورة لها فالبضائع التي تاجر بها قسم منها انتاج محلي مثل اللؤلؤ والتمور, فالدول الاخرى تستورده فتستهلك قسما منه والقسم الاكبر كان للتجارة المرور (الترانسيت) والتي من خلالها تحصل على ارباح كثيرة ،وللمكانة التجارية المتميزة على شواطئ الخليج العربي التي كانت تتمتع بها دولة ميسان العربية آنذاك قد سمحت بتداول نقود البلدان الاخرى وبصورة حرة لتلائم مركزها التجاري الدولي.

أ.البضائع التجارية:

اما اهم البضائع التي تتاجر بها فهي:

1.التوابل والبخور:وتصدر من بريجازا (برتوش الحالية).

2.المر واللبان :وتصدر من موانئ اليمن.

3.الملابس والنبيذ والحرير الأرجواني ويصدر من فينيقية.

4.خشب الصندل والساج والابنوس: ربما في بارباريكون الهندية.

5.الحرير الصيني:من الصين ويصدر من موانئ بلاد ميسان.

6.الأسود والدخان في بلاد العرب.

7.النحاس: العلة من عمان.

8.الذهب والعبيد.

9.الدهون والمراهم.

وكانت الجرعاء من مدن منطقة الخليج العربي المهمة خلال العصر الهلنستي وذكر سترابون وقوعها على خليج عميق سكنها الكلدانيون العرب وكون تربتها ملحية يعيش اهلها في بيوت مشيدة من حجارة الملح وتبعد الجرعاء عن البحر حوالي 600 ميل ويتاجر سكانها بالطيب والبخور تحملها قوافلهم برا الى بابل ومسك بسوريا.وتحدث بوليبيوس (204-122 ق.م) عن مركزها التجاري وكونها ملتقى القوافل القادمة من العرب الجنوبي وسوريا والعراق والحجاز والهند وافريقيا.وكانت مرتبطة بحرا مع باتلا (حيدر آباد) وشمالاً بفرات وسلوقية على دجلة وهو الطريقة الذي يرتبطوا بسوريا، ومرتبطة برا ببطرا عن طريق دومة الجندل وبثماء يربطها طريق مع حضرموت وآخر بنجران عبر الافلاج ووادي الدواسر وآخر يوصلها بالحيرةنوتذكر المصادر ثرائها وترف سكانها وفشل انطيوخوس الثالث في اخضاعها واكتفى بآخذ الجزية منها ،وربما يكون موقع العقير الحالي (العجير) هو الجرعاء القديمة لأنها خير منطقة لمرفأ يحمي السفن والبضائع الذاهبة إلى الهضوب والمناطق الداخلية وربما يرجع تاريخ الجرعاء الى ماقبل العصر البابلي الحديث( )

ب.الطرق التجارية

1.الطرق البرية

ان اشهر الطرق البرية التي تربط العاصمة مدينة ميسان (خاراكس) بمدن البلاد الاخرى التي تتاجر معها مدينة ميسان( ) هي:-

اولا.طريق مدينة خاراكس – مدينة اولغاشيا (التي اسسها الملك الفرثي) أولغاش الاول(51-79) م – مدينة دورايوربس (الصالحية) – مدينة تدمر.

ثانيا.طريق مدينة خاراكس – مدينة الجرهاء – دوماثا(دولة الجندل) – تدمر.

ثالثا.طريق مدينة خاراكس – مدينة البتراء (عاصمة دولة الانباط) طريق مباشر عبر الصحراء

رابعا.طريق مدينة خاراكس – مدينة السلمان (في بادية السماوة) – مدينة العلا (عاصمة الدولة اللحيانية).

خامسا.طريق مدينة خاراكس – مدينة سلوقيا – نصيبين – الرها (اورفة التركية) – انطاليا.

سادسا.طريق مدينة خاراكس – إقليم باكتريا (افغانستان الحالية) – الصين (طريق الحرير).

2.الطرق البحرية

ظهور ميناء الابلة (ابو لوجوس) في البصرة ، وميناء (ايكاروس) في جزيرة فيلكا ، وميناء (طريدون) في الجزء الادنى من الفرات، وكان ميناء (خاراكس) اكثرها شهرة واوسعها نشاطا، وهو الميناء الذي اشارت اليه حوليات العهد المبكر من حكم أسرة (هان) الصينية، في معرض حديثها عن العلاقات التجارية مع دويلات الشرق الاوسط في المدة التي ترجع الى بعد سنة 140 ق.م وهي اشارة واضحة تثبت بما لايقبل الشك بان ابناء ميسان في العراق كانوا اول من وصل الى تخوم الصين وجنوب شرق اسيا وورد في احدث نصين باللغتين الآرامية والاغريقية(اسم مملكة ميسان)، التي لعبت دورا بارزا في الاحداث السياسية والاقتصادية في العراق خلال الفترة من منتصف القرن الثاني عشر ق.م الى القرن الثالث للميلاد وعثر على النصين منقوشين على فخدي تمثال هرقل البرونزي، الذي عثر عليه صدفة عام 1984 وهذا نص ماذكره انييوورث :(ان كورة ميسان كانت تعود لامير عربي زمن الاسكندر المقدوني في القرن الرابع ق.م( ).

سواء نقلت السلع بالسفن النهرية او على ظهور إبل القوافل، فانها كانت قديما تؤخذ من مستودعات متجري مدينتي خاراكس والفرات في مملكة ميسان قرب راس الخليج او من مستودعات متجر فولوجيزراس القريبة من سلوقية دجلة او طيسفون.( )

ان من اهم الطرق البحرية هو:

اولا:الطريق الاول

طريق مدينة خاراكس – مدينة فرات(البصرة او بهميشر) - ابولوجوس (الأبلة) – جزيرة ايكاروس (فيلكة) – بارباربكون (عند مصب نهر السند) – بريجازا (برتوش الحالية).

ثانيا:الطريق الثاني

طريق مديمة خاراكس – ميناء مدينة فرات – مدينة سلوقيا ،عبر نهر دجلة الذي كان صالحا للملاحة الى هذه المدينة.

ثالثا:الطريق الثالث

مدينة خاراكس – ميناء مدينة فرات – مدينة بابل عبر نهر الفرات.

الجغرافي في ازدور الميساني

الف الجغرافي (ازدور الميساني) وهو من مدينة خاراكس سباسيتو (وهي مدينة ميسان في زمن سباسيتو الذي الحقها باسمه كتابا في الجغرافية أسماه (مانوتس بارثيكر).

وذكر العالم (تارن) أن أزدور هو من الجالية اليونانية، وانه كان يتقن اللغة اللآرامية العربية،غير أن الباحثين العرب والاجانب لايقبلون هذا الرأى ويتقدون بأن أزدور كان عربيا، ويرمجون كونه عربيا للاسباب التالية:

اولا:يعتقد المؤرخ الروسي كراتشو فيسكي بأن الجغرافي أزدرو الميساني ليس يونانيا بل يرجح بانه عربيا.

ثانيا:يذكر جورج سارتون بأن الجغرافي أزدور الميساني ربما كان كلديا، وإن صح ذلك فمعناه إنه عربي ايضا.

ثالثا:إضافة الى ذلك فأن مكان مدينة خاراكس هم من العرب لذلك لايستبعد الباحثون العرب بأن يكون هذا العالم الجغرافي عربيا( )

ثالثا:علاقاتهم مع الدول المجاورة

أ.علاقتها مع الرومان:-

أن اول اتصال مباشر في اقامة علاقات بين دولة ميسان العربية وبين الامبراطورية الرومانية قد تم في عهد الامبراطور الروماني (جير مانيكوس) وهناك كتاب في معبد بعل في تدمر تفيد بأن الامبراطور الروماني أرسل تاجرا تدمريا اسمه (الاسكندر) وربما كان عربيا للقيام بمهمة عنه، وقد وجد هذا الرسول بان دولة ميسان العربية مستقلة ولا يوجد اي تاثير للدولة الفرثية عليها.

وقد استمرت علاقة دولة ميسان العربية مع الرومان حتى زمن الملك المعاصر للامبراطورية نيرون (54-68م) وبالنظر لوجود هذه العلاقات فقد وصل إلى ميسان والخليج العربي تجار من الرومان كما وصل تاجر عربي ميساني واحد على الاقل مدينة بومبي الايطالية ( )توطدت هذه العلاقات اكثر في زمن الملك اتامبلص الخامس مع الامبراطور ترجان (98-116 ق.م) وكان صديقا له وكانت هناك هدايا متبادلة بينهما خلافا لما يراه بعض المؤرخين من أن الملك كان يدفع الاتاوة للامبراطور الروماني.

ب.علاقتها مع الفرثيين

كانت "كرخينة" أو "خراكينه" اقليما من اقاليم المهمة في العهد الفرثي، وعلى درجة من الاستقلال الداخلي بحيث كانت تسك النقود باسمها،ولكنها تعترف بسيادة الفرثيين وتدفع لهم ضرائب معينة.

وقد نشأت "كرخينة" charane في جنوب بلاد بابل، واستقلت عن السلوقيين مستغلة ضعفهم على اثر اندحار الملك السلوقي انطيوخس الثالث(223-187 ق.م) على ايدي الرومان. وقد تدرجت في القوة والبأس حتى أصبحت في العهد الفرثي من الدول المهمة التابعة للفرثيين( ).

أسس مملكة "خراكية" (كرخينة = كراسيني) هيياوينس في حدود عام 141 ق.م ربما بموافقة السلوقيين، وقد ناصبت العداء للحكام الفرثيين، وحافظت في بعض الاحيان على استقلالها، وتبنى حكامها اسلوب نقش النقود السلوقي على نقودها الخاصة بها وذلك في الوضع الجانبي للرأس متجهاً الى اليمين وحوله إكليل على وجه النقد وصورة هرقل واقعا على قفاه( )

في المتحف العراقي ببغداد لوح مستطيل الشكل من حجر الكلس ابعاد،20,5 x 8،5x 4،6 سم فيه نحت بارز لرجل واقف لعله يمثل قائدا عسكرياً لابساً لباس العصر الهلنسيتي ،من المحتمل انه يعود الى مملكة ميسان التي كانت تعرف ايضا بأسم "كراكسيني" وقد ازدهرت في جنوب العراق الى نهاية العهد الفرثي، وكانت عاصمتها كركسي (الكرخ) أو ميسان واقعة عند التقاء دجلة بالفرات وقد عثر على هذا الاثر في مقبرة قديمة على مقربة من قرية "ابو دخلة" من قرى ناحية السويب في قضاء القرنة بمحافظة البصرة ،تحت قدمي الرجل سطران من كتابة آرامية متاخرة أو سريانية وفي مقدمة الكتابة رمز شبيه بالصليب المعقوف( ) بعد ان عجزت الدولة الفرثية عن السيطرة على دولة ميسان العربية تحسنت العلاقة مابينهما وخصوصا في زمن ملكها المسمى مانشورا نجده في عام 101م يستورد البضائع عن طريق دولة ميسان العربية.

جـ.علاقتها مع الصين

كانت لدولة ميسان علاقات طيبة مع الصين لذلك فكثيرا ما كانت دولة ميسان تستقبل الوفود القادمين من الصين، ففي عام 97 ق.م ارسل الامبراطور الصيني المدعو (هو) أحد قواده المسمى(بان جو) إلى سورياوقد وصل هذا الموفد الى مدينة (خاراكس) عاصمة دولة ميسان العربية وهو في طريقه الى سوريا، وتعرف على أهمية هذه المدينة التي كانت تعتبر مركز تجاري مهم في منطقة الخليج العربي.

د.علاقتها مع كوشان

كانت النقود الكوشانية التي اكتشفت في مدينة (خاراكس) سباسيتو العاصمة الميسانية، تدل دلالة قاطعة على وجود علاقات تجارية جيدة وقوية مع هذه الدول التي ظهرت بين عامي 120-153 م ومنها كوشان( )

هـ.علاقتها مع تدمر

هي الدولة العربية التي ظهرت في بلاد الشام وعاصمتها مدينة تدمروالتي سماها الاسكندر (بالميرآ)،أي مدينة النخل والتي ركزت لاول مرة في التاريخ في الكتابات الأشورية القديمة في عهد المللك الآشوري تجلات – بلاسر الاول (1115-1077) ق.م سقطت عام 273 على ايدي الرومان في زمن ملكتها زنوبيا والامبراطور الروماني أورليان(270-275) ق.م فكانت لدولة مسيان العربية علاقات وصلات تجارية قوية ومتينة ومباشرة مع اختها دولة تدمر العربية، وكان عرب تدمر يملكون حوضا لبناء السفن على سواحل مملكة ميسان مما يدل على متن العلاقات بينهما وعلى انتشار أحواض البناء في هذه الولة العربية، وقد سبق لدولة ميسان أن كانت لها صلات تجارية قوية مع دولة الانباط العربية وعرب الجزيرة العربية وهو من الامور الطبيعية للعلاقات بين الاخوة العرب.

الخاتمة

من النتائج التي توصلت لها هي:-

1.ان لموقع مملكة ميسان في الاهوار وحمايتها من الغزوات العسكرية ولقربها من البحر جعل لها مورد تجاري وبعد اندحار السلوقيين على ايدي الرومان استطاعت الازدهار في العهد الفرثي و كان اصل حاكمها ارامي عربي هو دولة ارامية.

2.تتميز مملكة ميسان بزراعة النخيل خاصة والتجارة اكثر ربحا وانتشارا لان موقعها سهل الوصول اليه على طرق برية وبحرية فهي محط التقاء التجار العرب هناك ومن خلال التجارة اصبحت لها علاقات دولية مع المدينة التي تعبر فيها القوافل.

3.تعتبر ميسان اول دولة عربية تصل الى الصين واوسع ميناء فيها واشهره وكانت علاقاتهم اغلبها ودية مع الرومان والفرثيين والصين وكوشان وتدمر والانباط.

المصادر والمراجع العربية

1.باقر،طه،مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة،ط2 (بغداد:بيت الوراق،2001)

2.البكر،منذر عبد الكريم،الجذور التأريخية لعروبة الاهواز قبل الاسلام(بغداد:مطبعة جامعة البصرة،1981م)

3.خوري والتدمري، ابراهيم واحمد جلال ،سلطنة هرمز العربية(ابو ظبي:مركز الدراسات والوثائق،1999م)

4.الربيعي،عماد هادي علو، القوى البحرية والتجارية في الخليج العربي خلال العصور الاسلامية(عمان:دار الجنان للنشر والتوزيع،2017م)

5.شاكر, محمود، موسوعة تاريخ الخليج العربي (عمان:دار اسامة للنشر والتوزيع،د.ت)

6.شحيلات،علي وآخر،مختصر تاريخ العراق(تاريخ العراق القديم)(بيروت:دار الكتب العلمي،1971م)

7.الصالحي،واثق،كتاب حضارة العراق(بغداد:جامعة بغداد،د.ت)

8.فرنسيس، بشر يوسف، موسوعة المدن والمواقع في العراق (لندن:الكتاب،2017م) الدوريات و المواقع الالكترونية

9.بصمة جي، فرح، مملكة ميسان،مجلة(سومر)، مجلد18(بغداد،1962م)

10.كاظم فنجان الحمامي،ميناء ميسان أقدم موانئ كوكب عطارد