ضربني زلزال بعد تلك الصّفعة التي تلقّيتها منذ سنتين , هزّت فيّ الكثير و شتّتت شمل كل تلك العوامل التي تمدّني بالقوّة , فأصبحت غريبا عن نفسي , أبحث عن أحد ما أعرفه في أيّ مكان سواء على حساباتي في الانترنت أو في الجامعة حتّى في نزهاتي التي أقوم بها وحيدا و أطالب هاتفي بالرّنين , فقد يتطلّب الأمر أحيانا عمليّة إنقاذ من الخواء القابع داخلنا , صرت أتحاشى الأشخاص الجدد و كل ما هو جديد .
بغربة قاتلة تجدني أضحك و أمزح و أمرح مع كل من أجده , ألقي بما أحمل من أوهام و مخاوف في وجه صديقي و أحاول التّعبير عمّا يجيش فيّ من مشاعر ... سامحني يا صديقي , كلّ شيء تغيّر بعد تلك الحادثة .
كم اشتقت إلى كل من دعمني , إعجاباتهم و تعليقاتهم حتّى نقدهم , و كل من سخر منّي و قال لي أنّني لن أنجح , اشتقت إلى معلّمة اللّغة العربيّة في الصّف الثّامن و إلى ملاحظاتها حول مؤلفاتي و إلى تعليقها الأخير : أفكارك رائعة , قاموسك اللّفظي غني و عباراتك سلسة و ألفاظك معبّرة عن تلك الأفكار بسهولة و وضوح , أتمنّى لك دوام المثابرة و التّقدّم في هذا المجال ....
أشتاق إلى نفسي و إلى قدرتي على الكتابة و التّأليف و موهبتي التي تغنّى بها الكثيرون , كما أشتاق إلى ضوء يُسلّط عليها ....
خذلني رسوبي و لكن أدهشني إيماني
-
كرمكاتب ناشئ , أدرس هندسة الطاقة الكهربائية , أكتب منذ ست سنوات