"وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا"

{وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا

  نشر في 17 فبراير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 17 يونيو 2023 .

"وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا"

كان عندي خيوط أضعها في الحبر، ثم اجعل الخيوط على ورق، فتصبح الورقة مسطرة..

هنا الأفكار تنمو – وتأخذ طريقها إلى التنفيذ في الرأس!!وتصبح كل الأشياء قريبة من العقل بعيدة عن الجسد..

الكائن لا يتبدل، ليس صحيحا، كنت قد آمنت بهذا في السابق.. ما كنت في مواجهة مع النفس.. والآن أنا أعتبر نفسي آخر منعتق من كل قيود الحياة المصطنعة.. لا حاجة لي إلى شيء سوى رضى الرحمن غير طامع بأي رأفة من أي إنسان.. وهذا هو فوزي!!

{وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {(مريم 8)

لا نستطيع أن نكون أشياء أخرى غير أنفسنا.. نفضل أن نعيش حيوات صغيرة نملكها عن أن نعيش حياة كبيرة تكلمنا!!

أليست السعادة من دواخلنا تولد ولا نستطيع استيرادها؟!أليس زرع البذور هو الطريق إلى جني الثمار ؟!لماذا لا نختار بعناية بذورنا؟!

كم من شخص في هذه الحياة يبدو قويا صامدا، وفي الحقيقة نجده يحاول لملمة بقاياه المبعثرة مهما علا، ومهما كان قويا، لا بد أن يأتي يوم وينكسر أمام الجبار جل جلاله.

لا يمكننا كتابة ذواتنا، وأين هي هذه الذات التي تكتب ذاتها ألم يكتب خالقنا ذواتنا قبل أن يخلقنا؟ فكيف نجعلها في حالة عبثية!!

لن أذرف دموعا لأقص رواية، لأصوغ أسطورة الألم، دعونا نعيش الانتظار بحالته الصرفة، ولكن ماذا ننتظر؟ في هذه الدنيا نحن ننتظر اللاشيء سوى رحمة ربنا ومنه وكرمه. وما علينا سوى البكاء لنعطي أنفسنا فرصة مخاطبة إله عظيم يستقبل أصدق الرسائل، رسائل أجسادنا، رسائل قلوبنا، وليست رسائل ألسنتنا فقط؛ ما أهمية الكلمات أمام دمعة واحدة أكثر تعبيراً؟

الناس ينقسمون إلى عقلاء وحمقى، أما الحمقى فهم المغرورون الذين سرقتهم الحياة بزينتها وأضوائها وزخرفها، وأما العقلاء فيستمسكون بالسنة والجماعة والعروة الوثقى والكتاب العظيم، فإلى أيّ حدٍّ من اللَّهفةِ نركُضُ خلفَها -الدنيا-، ولا نجن منها سوى الانتظار واللوعة؟

تطرحُنِي كل الأبواب بعيدًا، إلى معادلاتِ ناقصةَ، مرفوضة! تعُلمني الزاويةَ التي ألتفتُ إليها أ كُل الأشياء في أقصى ما يكون عن متناول يدّي، وأن الخيارات كثيرة، عديدة، لكنهَا ليست بالضرورة تُجيز لك في نهايات الانتظار صّكًا بالموافقَة على طريق قويم، وخيار واحد فقط ...طريق واحد أوحد يضمن ذلك، الطريق إلى الله، وهو الطريق الوحيد التي يستحق أن نسلكه من خلال أعماقنا.

بتّ أشعرُ بأنّي قاب قوسين أو أدنى من انعدام قدرتي على الكِتابة والتعبير، بالرغم من أن صدري مَملوءٌ بحشدٍ من الكلمات المُؤجلة إلا أن دموعاً تنهمَر بدلاً من الأحرف كلما أردت الكتابة عن واقع نعيشه بإرادتنا بالركض وراء اللاشيء إلا من لحظات سعادة كاذبة، يعتريني شعورٌ مُتناقض تارةٌ أكتب على ورقةٌ مُبللة بالدموع، وتارةٌ أُخرئ أعود فأمحو ما كتبت، أودّ لو أعود طفلا لم يتلوث؛ ففجيعة الإنسان الأولى هي إدراكه؟ أليس الغباء نعمة أحيانا؟ أليست فجيعة الإنسان أن يعيش متمرغا في الجهل، فاهما دون إدراك؟! أليست المبالغة في النضج احتراقا؟ أليس حري بنا أن نعود أطفالا ولو لحظات؟ لم أعُد أُحارب لِشيء سِوى نفسي، أنا قضيتي الوَحيدة، ولكنه "كَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا".

ماهر باكير دلاش


  • 3

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 17 فبراير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 17 يونيو 2023 .

التعليقات

د.أسن محمد منذ 11 شهر
رائع.. التنويه فقط لكلمة (رضا) حيث تكتب بهذا الشكل.. دمتم ودام قلمكم
1
Dallash
شكرا اخت أسن لكنها صحيحة ..رضا خطأ شائع فمضارعها يرضى لذلك تكتب رضى
د.أسن محمد
عفوا لكم.. لكن يرجى التأكد .. لأن الغالب الشائع والخاطيء للأسف هو رضى ..بينما الكلمة الصحيحة رضا .. وأنا أتحدث عن الإسم وليس الفعل.. ولربما انكم استخدمتم الفعل في مقالكم وليس الإسم ..وربما حدث سهو مني اثناء القراءة وظننته الإسم.. لا أعلم .. لكن تحياتي وتقديري لكم

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا