المستنير
إدريس المحدالي، مؤسس موقع أدب بريس
نشر في 18 غشت 2015 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
تعرف الشخص المستنير من أول وهلة، من ابتسامته العريضة، تحس أنه موجود اللحظة، ليس كباقي الناس، فمعظمهم شبح يعيش ماض أو مسافر بين طيات المستقبل.المستنير سمته الحضور . المستنير لا يتصادم مع أحد لأن طريقه خاص، وعندما يتقاطع مع أي شخص مختلف عنه في طريقة تفكيره فيتحول إلى طبعه المائي فيصبح سلسا ويطفوا فوق كل الاختلافات. المستنير الواعي يقدر الكل ولا يحقر صغيرا مهما كان. يعلم أن نملة أوقفت جيش نبي. المستنير شخص منظم مع عفويته، له رسالة في الحياة، رؤية و مهمة. يتقن فن وضع الأهداف و التحفيز الذاتي. التخطيط الإبداعي ملكة من ملكاته، يرسم خطة حياتية يهتدي بها، يعدل فيها، يغيرها و يجني ثمار تحقيقها.
المستنير يسأل نفسه دائما قبل الدخول في أي تحد جديد ” إلى أي مدى طورت مهاراتي في التحديات السابقة؟ وإلى أي حد سأطور مهاراتي بعد هذا التحدي؟ المستنير يحب نفسه أولا على ما هي عليه الآن ولا يكرهها على أخطاء الماضي لأن هذه الأخطاء هي التي دفعته وجعلته أن يكون شخصا أفضل اليوم. فالأخطاء التي ارتكبها في الماضي كانت محطات يقف عندها ليكتشف أن الكون يعده ليكون أفضل احتمال. أحيانا يقع في نفس الأخطاء وكأن الكون يخاطبه ” أنت لم تتعلم الدرس بعد وإلا لما تكرر المشكل”
إنه حر في اختيار طريقه ولا يهمه رأي الآخرين في اختياراته. يعرف بالضبط معالم الطريق التي يختار، غير أنه ومع كل هذه الحرية يقدر ويحترم من سلك طريقا غيرها. لا يفرض على أحد الإتباع ولا يقع فريسته (الإتباع بالنسبة له يلغي إرادته الحرة). إتباعه الوحيد لخالق الكون ووحيه فمنه يستمد قوة الاستمرار.
المستنير يستغل كل فرصة تأتيه ليعلم نفسه، ويفيد غيره يؤمن بالتشارك أكثر من أي شخص آخر. بما أنه يؤمن أيضا أنه مرتبط بالكون كله فلا يؤذي أحدا بقول أو عمل، لا يلوث الوعي العام ولا يسلك طرق الانتقام. مسالم، شجاع و ينشر الخير بين أصحابه. يعيد ترتيب الكون على أساسات الخير، السلام والحب. المستنير يعلم بالضبط ماذا يريد و لا يحتاج التبرير لمن حوله كل مرة، لا يشرح كثيرا للناس من حوله إلا إذا طلب منه ذالك. لا يساعد الناس إلا إذا طلبوا منه ذالك. المستنير أينما كان وكيف ما كان لا يلجأ للغش في كل حالاته. المستنير شخص بسيط جدا يمكن لأي شخص منا أن يكونه، أو أن يتحلى بصفة من صفاته، ومقالي هذا مرآة لكل قارئ تكشف له مدى مطابقته مع التنوير، السلام و الحب.كما يمكننا أن نكون جزءا من المشكلة (عنف، حروب، مآسي، تدهور) يمكننا أن نكون جزءا من الحل( سلام، حب، تنوير، حضارة، شعوب سعيدة
وناجحة). لك الحرية في اختيار الطرف الذي تريد أن تكونه. شعاره السلام، الحب والتنوير