المدينة الضائعة
في ليلة من الليالي
نشر في 27 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 06 أبريل 2024 .
في ليلة من الليالي، تجمعت السحب السوداء في سماء المدينة، وأمطرتها بغزارة. كانت الرياح تعصف بالشوارع الخالية، والأشجار ترقص مع إيقاع العواصف. في هذا الجو المظلم والمخيف، كان هناك سرٌ يكمن في مدينة ضائعة.
وأهل المدينة حاولوا المقاومة لتلك التقلبات المناخية، ولكن دون جدوى وذلك بسبب محاصرة ذلك المناخ من كل جهة لها.
يظن البعض أن المدينة القديمة تلاشت من خرائط العالم، وحكايتها أصبحت مجرد أسطورة. كان الناس يرونها كأسطورة مزيفة، ولكن هناك من لم يترك الأمل في كشف غموضها.
ولكن الحقيقة هي ليست أسطورة، فالمدينة هنا غزة والسحب السوداء ما هو إلا طيران الاحتلال، والمطر هو صواريخها وقذائفها، والشوارع خالية لكثرة من دفن تحت الأنقاض، والأشجار لا ترقص بل تنتفض وتجزع من شدة القصف لا العواصف، والجو مظلم لانقطاع الكهرباء الدائم، هنا المدينة الصامدة المقاومة لا الضائعة في نظر العالم.
هنا أهل المدينة يقاومون الاحتلال لا المناخ، يقاومون كل الجهات حتى جيرانهم في الدين والدم، كانوا معهم على الحدود أم لا فكلهم سواء.
فلا المدينة تلاشت كما يظن البعض، وحكايتها باقية حتى تقوم الساعة، قصة ستكتب بماء الذهب لا مجرد أسطورة مزيفة، يوماً تكون مدينة واضحة المعالم لا غموض فيها، يوماً نقول فيه لمن عقولهم شغلتهم بفهم الدنيا وغفلت عن الدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *)
-
يحيى محمد الحسينيإن كنت تريد تخليص حقك في الدنيا لزماننا هذا فعليك بالكتابة.