عندما كنت في سن العاشرة بدأت بأولى كلماتي على الأوراق ، كنت أقضي ساعات بالكتابة وأغوص وأبحر فيها دون علم احد ودون أن أسمح لأحد بتخطي حدود مملكتي خوفا من السخط الذي سأراه منهم.. لاأدري من هم ولكني متيقنة بأنني سأرى غضبا وكلاما جارحا قد ينهال علي من السماء فإبتعدت عن الجميع واعتزلت الناس لأبقى في وحدتي..

كنت أخشى من أن يراني أحد فيحرمني من إمساك القلم لم أتخيل قط حياتي دونه فعندما أحمل القلم لأدعه يتراقص بين يدي أشعر وكأن هناك أجنحة تنمو على كتفاي الهزيلان لأطير بعيدا ولايستطيع احدا ردعي أو كتم ضجيجي...

ضجيج صوتي يزاع في الأرجاء ما إن تحبو كلماتي على أوراقي...

كتاباتي تفصح عما بداخلي لتريحني من جبالا قاسية كانت مرممة على قلبي لأنه لايوجد أحد يسمعني إلا قلمي وأوراقي ، إني أثق بهم حد العبادة ، أثق بأنهم لن يخونوني وأنهم سيصدقون معي مهما طال الزمان...

أكتب بهم لأفرغ مافيني من ألم وخوف وحزن وفجوة سوداء جار عليها الزمان لتصبح وادي اسود..

إقتحمني السواد وجعلني غير قادرة على التفرقة مابين الحزن والسعادة ، أضاق علي نفسي ، وشاخت ملامحي ، ولكن بطلي ومنقذي الوحيد هو قلمي..

أعتذر منك ياقلمي إن أتعبتك وأنت تتمايل ليل نهار على إيقاع يدي ، أعلم أني كنت عبئا عليك وجعلت منك بطلا رغم صغر حجمك ولكن كن سعيد فأنت تخرج فتاة من الكهل الذي تحاول أن تتعايش معه دون جدوى من النجاح فلا هي قادرة على التأقلم ولاكبريائه يريد تركها.