زمن كان لا نري فيه شلالات الدماء و لا قوائم الموتي و المشردين او طوابير اللاجئين تقطع مسافات لترتمي بأسلاك كهربائية تردها خائبة...
زمن كان لم نسمع فيه بالفظائع التي تطالعنا كل صباح عبر شاشات التلفزة و مواقع الجرائد الإلكترونية....
زمن كان لم نتنفس فيه هواء ملوث بكل شرور الإنسان الجشع، من نسي أنه آدمي و إخوانه مسؤولية في عنقه...
زمن كان، لم نمشي وسط الركام و الحرائق المندلعة في الذاكرة و الواقع المتهاوي...
زمن كان لم نألف فيه كم الدهاء و الكيد لنقع في فخاخ من كل نوع و شكل...
زمن كان لم نعرف فيه هذا الحجم من الإنحدار و الإنحطاط الذي قزم وجود الإنسان في بضع عظام و جدار مهدم....
زمن كان لم تهزمنا فيه المكائد و لم تسحبنا إلي القاع المؤامرات و لم تصيبنا لسعات خيبات الأمل...
زمن كان للفرحة طعم و رنين و للمرح زهو و عنفوان...
زمن كان لم تفارقنا فيه البسمة و لم يقاطعنا فيه الأمل...
زمن كان...
زمن كان...كنا نتطلع فيه إلي غد مختلف غد مشرق فأصبحنا في حاضر جردنا من كل شيء و أولها البسمة...
زمن كان تصدقنا فيه بكل جميل و خير لعل أجيال الغد ستحصد غلة تنسيه يومنا الذبيح.................
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة