كل شخص ولد في مكان محدد، عائلة محددة، نشأ على عادات محددة و تربى على تقاليد, أفكار, قيم محددة، يتعامل مع أشخاص محددين، يشاهد و يقرأ أشياء محددة.

إذا من الطبيعي أن يكون كل شخص مختلف عن الآخر، من الطبيعي أن تكون مختلف في شيء ما, تصرف ما, فكر ما و صورة ما، و من الطبيعي أن يكون شخصا آخر مختلفا عنك في قول ما, فعل ما و شكل ما.

و أن تكون مختلف يعني أن تكون لك خيارات أخرى، أن تقدر أشياء أخرى، أن تفضل أشياء أخرى و لا أحد له الحق في التدخل و أنت أيضا ليس لك الحق في التدخل في قرارات و خيارات الآخرين,

مادام الله أرادنا أن نكون مختلفين ، فلنكن مختلفين و لنكن واثقين باختلافنا.

مادام الله أرادنا أن نكون مختلفين فمن نحن حتى نحاول أن نكون مثل جميع الناس, فمن نحن حتى نمحي هويتنا حتى يتقبلنا مجموعة من الأشخاص, من نحن حتى نعمل, نفكر, نتصرف و نتكلم كما يفعل أو كما يريد الآخرون. 

مادام الله أودع فينا صفة التفكير، فنحن الوحيدين الذين لنا الحق أن نختار و ليس الآخرين، أن نختار ماذا نفعل أو نقول في اللحظة التالية، أن نختار قيمنا و القضايا التي ندافع عنها، أن نختار نمط الحياة الذي نريد أن نعيشه، أن نختار كيف نعيش و كيف نفكر.

و ليس الآخرين، ليس الآخرين من يحددون من أي وجة نظر نفكر ، ليس الآخرين من يحددون أي قرار سيساعدنا على مواجهة محنة ما ، أي حل، أي مهنة ستسعدنا، أي شريك سنمضي معه حياتنا و أي مكان سيشعرنا بالسلام و الدفئ.

نحن من نختار، أنت من تختار و فقط لمجرد أنك مختلف عن المألوف أو الشائع لا يعني بالضرورة أنك أقل أو أنك ستفشل، أو أنك مخطأ.

الله أنعم علينا بنعمة العقل ، و هذا يعني أنه أعطى لنا القدرة للتفكير بأنفسنا و بفعل ما يناسبنا و ما يريحنا و ما نجده صحيح.

لدينا عقلا كلنا إذا :

نحن سنختار:

 إذا كان ذلك القرار جيد. جيد إذا.

إذا لم يكن كذلك ، لا بأس سنتعلم منه و لا نكرره مجددا.

لا بأس إن فشلنا أو أخطأنا، هكذا سنتعلم، هكذا سنصبح أكر حكمة، هكذا سنصبح أكثر ثقة.

الخيارات, القرارات و الأمور البسيطة افعلها كما تريد أنت فإلى متى ستضل بدون رأي, إلى متى ستضل تهرب من المواجهة, من الخطأ, من الوجود, أما عن الأشياء الأخرى فتمر عبر فلتر واحد فقط ألا و هو أوامر الله و نواهيه.

لدينا القدرة على دراسة الأمور على المدى الطويل، على تحديد أين الخطأ، على تصحيح ما يستحق تصحيحه، على الاعتراف بخطأنا و عدم الرضوخ لغرورنا الذي لا يرضى أبدا أن يخطأ.

لدينا الله، و لدينا الإيمان و لدينا التفائل بأن ما اخترناه عن قناعة، ما اخترناه عن طيب نية و رغبة للأفضل لأنفسنا ستتحقق بإذن الله.