مالا يخبرونك به ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مالا يخبرونك به !

ستكون نقطة البداية من روحك من كيانك .

  نشر في 08 أبريل 2020 .

سيحدثونك عن التغير و تطوير الذات ، و يحاولون اقناعك بمجموعة من التمارين التي يجب الخضوع لها ، و ممارستها يوميا ، او اسبوعيا ، لتحصل على النتائج المطلوبة . عندها ستبدأ في الصراع مع نفسك و ستحاول جاهدا لكسرها ، هذه الحرب التي ستستنزف طاقتك ، و ستصطدم بجدار صلب من ردود الافعال نتيجة العادات القديمة التي تحاول جاهدا التغلب عليها.

إن وفقت و هذا سيكون بنسبة قليلة جدا حدوثه ، ستخوض حربا ثانية معها ، اثناء محاولة ترسيخها و تعويد نفسك على عادات جديدة ، هذا ان لم تستسلم في وسط المعركة و تتقبل الهزيمة ، عندها ستشعر بالكثير من الاسى على نفسك و على الطاقة التي اهدرتها دون جدوى ، و دون ان تكون لها ايت نتائج .و ستخور قواك و ينتابك الشك في نفسك و ستشعر ان حياتك لا قيمة لها مع آلائك الذين تغيروا ، و احرزوا تقدم في حياتهم .

من هنا تبدأ عملية المقارنة و يزداد معها الاسي و الصراع النفسي و الشعور بالضعف ، انها بوادر الانهيار العصبي الوشيك ، الذي يحوم حول رأسك بلا هوادة ، نتيجة افراطك في التفكير بالقصور و الضعف .

ليس هناك ايت قيمة للحياة دون تحسين مستواك ، و دون المرور بكل هذه الصعاب ، انها الحجة الرائجة ، لن يعطيك احد مفتاح النجاح ، ان المفتاح يجب ان تحصل عليه بعد التعب ، هذا هو الرد البديهي و المتوفر حاليا ، ان ثمن التغير باهض و يجب ان تدفعه .

لذا يجب عليك الا تستسلم مطلقا و لا تشعر بالتعب ، و ان تبقى صارم ، و صارم جدا مع نفسك الى ان تكسرها و تصبح طائعة لك ، لكن هذا لن يأتي بين ليلة و ضحاها ، و ربما لن يأتي مطلقا لأنه لديك انسداد في مجاري الطاقة في الجسم ، و ان روحك محجوبة ، و انك يساورك شكوك فيما تريد ، و انك لم تحسن ممارسة التمارين التي وضعها خبراء في تطوير الذات ، هذا هو الرد المتوفر حاليا .

لا احد يعلم على وجه التحديد كيف تسير ايامك دون ان تستطيع ان تغير شيء ، مؤسف جدا ان تبقى تعاني وسط هذه الاوهام ، وسط هذه الصراعات و النزاعات ، و تستمر في الاستنزاف الى ان تقرر التوقف نهائيا .

ستبزغ لك فكرة جديدة ، فكرة اتباع مدرب و محاولة تأهيل نفسك على ضوء التعاليم و الدروس التي سطرها هو او غيره ، انك الان في مرحلة التقليد ، مرحلة وضع نفسك مكان هذا المعلم ، و ستبدأ في عملية التقصي و البحث و سبر اغوار علمه ، و تطبيق تعاليمه ، لكنك لم تشعر الى حد الان بأي تعير في حياتك اليومية ، عندها ستراجع الخطوات ، خطوة خطوة ، و ستشتري كتب اضافية له ، او مؤلفات مساعدة ، للوصول الى ما تطلبه.

من المهم جدا ان تكون لك قدوة هكذا ستقنع نفسك ، ان من سار على درب المعلم وصل ، هذا هو المبرر المتاح حاليا ، سيبزغ لك شيء من الامل حين تتعلم تطبيق شيء معين و ستخرج مزهوا بما تعلمت ، لم يكن هذا التطبيق سوى جزء من الكل ، و الان ستواجه تحدي جديد كيف سيبقى ما تعلمته راسخا و لا يشرد منك و لا تفقده؟.

على الاقل تعلمت شيء من المعلم و هذا هو الاهم ، لقد اثبتت ان هذا العلم حقيقي ، و انه يمكن تغير السلوكيات ، و تعويضها بأخرى افضل منها ، على الاقل كان هذا هو اعتقادك . هل يمكن ان يبقى السلوك الجديد معك و لا تفقده مرة اخرى ؟ . هنا بيت القصيد . ان السلوك الجديد مكتسب ، و بنسبة كبيرة جدا انك تحن الى سلوكك القديم ، و كلما كانت المدة اطول زاد تفكيرك فيه ، و زادت معه رغبة العودة اليه ، و تبدأ المعركة الحقيقية و التي قلما تخرج منها منتصر ، انك لن تهزم نفسك بمجرد ان تتعلم تطبيق شيء معين و هذا شيء مؤكد.

ان اردت حقا ان تتغير ، و تحسن مستواك و ان يبقى هذا التغير معك لبقية حياتك ، اطلق العنان لنفسك لتختار هوايتها المفضلة ، اطلق العنان لروحك و خيالك ، ليجوب العالم من حولك و حاول دوما ان تكون واقعي في ذلك .

انك حين تستشف ما في داخلك ، و تصل الى تلك الهواية التي تطلبها نفسك آيا كانت ، ستكون هذه هي نقطة البداية من روحك من كيانك ، ستعمل عليها بكل جوارحك ، بيديك و قلك و روحك. ستبحث دون كلل او ملل عن اي شيء يساعد في تطوير هوايتك ، و سينطلق خيالك الابداعي , يبدأ في العمل و رويدا رويدا ستكتشف اشياء جديد و ستحل محل القديمة ، كل ذلك دون أن تخوض صراع واحد مع نفسك ، او تشعر بالاسى و الضعف و الخيبات، و ستمارس تلك الهواية بكل متعة و ابداع ، و في النهاية ستجد انك تخليت على العادات القديمة من تلقاء نفسك ، و انها اصبحت من الماضي ، و ستجد انك لا تفكر فيها مطلقا ، و انك تضحك على نفسك عند تذكرها و كيف انها كانت مجلاد تفاهات. و ان ذلك الوقت الذي قضيته في البحث و التقصي خارج نفسك ، لم يكن الا مضيعة للوقت و الجهد .



   نشر في 08 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا