يتحسس كرشه الذي بلغ من النفخ عتيا، وصار يرى قمصانه وملابسة تحولت لملابس إغراء لراقصة من شدة ضيقها على جسمه، ويحاول بكل ما أوتي من قوة أن يتجنب أي حديث مع أصدقاءه حول الوزن والتنحيف لما يشعر به من خجل وتأنيب ضمير.

وفي يوم ربيعي بعد أن ملأ كرشته، وبعد مشاهدة أحد أفلام الأكشن لبراد بيت وما يتمتع به من "السكس باك" أخذته العزة بالإثم، وتحمس جدا وأستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، وقرر ان يبدأ الريجيم –الحمية الغذائية- ليعاود كما كان شابا يافعا رشيق الجسم، وقرر أن يشترك في الجيم.

اليوم هو أول يوم له في النادي الرياضي الجيم وفي مكتب الاستقبال، اقنعته الموظفة أن اشتراك عام كامل سيكون أفضل من الاشتراك لمدة شهر لما سيوفره من مبالغ مالية، وعلى أساس أن مشواره طويل نحو الرشاقة، ولا مانع من غمزة حتى نتم الصفقة مع أبو كرش.

بدأ أبو كرش مشواره الطويل، ونام أول يوم –على وجهه كفي-من شدة التعب ولم يبخل على نفسه بالمأكولات الدايت التي ملأ الثلاجة منها، فنحن أمامنا طريق طويله كما تعلمون مخاطبا زوجته، لتكون على استعداد لاستقبال ذلك الفتى الرشيق بعد سنة من الآن.

اليوم الثاني من برنامج الريجيم، حان موعد الذهاب إلى الجيم، عمي أبو كرش لازال جالسا يجهز على مأكولات الدايت وتجاهل موعد النادي، وتجاهل جميع النداءات الأول والأخير التي نادت بها زوجته المطيعة لكي يلحق بموعده في الجيم. وصرخ أخيرا صرخة قاضية مفتعلا الغضب لينهي هذا –الزن والطن- الذي أوجع معدته قبل دماغه.

اليوم الأخير من عام الجيم السيء، لم يذهب أبوكرش إلا أول يوم، وكأنه شعر بالرضى والحبور عندما أطلق العنان لنقوده أن تخرج مدغدغة حواسه بأنه –عمل اللي عليه والباقي على رب العالمين-، وانتهت السنة بجرد للوزن وصل بزيادة بلغت 10 كيلو على رأس المال الأصلي.

الحمد لله المهم الواحد يكون دائما رابح، لا نقبل بالخسارة ابدا، ونعدكم بعام جيم جديد مليئ بالتطور والنمو والزيادة.

وسام مصلح

01/02/2017