..ما هذا الشعور المتناقض الذي تولده فيني هذه الروايات!!.. فمن جهة أعشق قراءتها و الانغماس في أدق تفاصيل شخصياتها فأتخيل لكل شخصية وجهها وأسمع صوتها و حتى أنني أرى ما ترتديه من ملابس وألاحظ تغير تعابير وجهها في كل مناسبة و لهذا أتعلق بها أشد تعلق .. فأجدني أسابق الراوي في توقع الأحداث التي ستتوالى و لمفاجئتي فإن تخميني غالبا ما يكون صحيحا مما يجعلني أشعر بنشوة ما بعدها نشوة .. لكن!! من جهة أخرى أكره واقع أنها تجعل دموعي تنزل من عيناي ..دموعي هاته التي أحاول جاهدة في جعلها تجف و لكن دون جدوى!..
و قراءة روايتك يا منى أجهدتني فعلا و خارت قواي أمام الحب والألم الكبير الذي قاساه الكل من فقدان و حرمان و آلام نفسية و جسدية خصوصا كل من سامر ووليد و رغد ..
تمنيت لو أن وليد مات في السجن ولم يعد ليموت في اليوم الواحد ألف مرة و هو يرى محبوبته قد ارتبطت بثاني أغلى الناس إلى قلبه بعدها :أخوه!! وتمنيت لو أن سامر لم يحبب رغد بجنون و لو أنه أبقاها على ما كانت عليه في صغرهما : ابنة عمه المدللة والتي تعتبر مثل أخته الصغرى ..وأخيرا تمنيت لو أن رغد المرهفة الأحاسيس لم تحبب أيا منهما و في المقابل كان ليكون قلبها مصونا مما سيمكن ابن خالتها حسام من احتلال حيز فيه .. هذا الحسام الذي يعشقها حد الجنون هو الآخر..!
لم كان عليهم أن يعقدوا الأمور إلى ذلك الحد و يذرفوا هذا الكم من الدموع و يضيفوا إلى نهر دموعي زخات جديدة و غزيرة !!
وليد !!أحببتك من خلال عيني رغد و إعجاب أروى بك و لا أخفيك سرا أنني تخيلتك بطولك الفارع وبنيتك الضخمة و أحببت وصف رغد لك بالجبل!! تخيلت هذا الوليد،هذا الطويل الظل،هذا الشامخ و هو ينهار أمام دموع صغيرته (كما يحب أن يصفها)،صغيرته هاته التي احتلت قلبه و تربعت على عرشه بمساحة أضعاف أضعاف حجمها الصغير، وأنت يا رغد تخيلتك واقفة أمامه و أنت تعلقين رأسك و ترفعين عيناك لتصلي إلى عيناه ..آه منكما!
كلاكما تصفان بعضكما بقلبي مع أنكما تجهلان أن حبكما هذا متبادل !! هو يرجوك و يطلب منك الكف عن تبذير لآلئئك ومسح أي أثر للدموع فيقول:كفى يا قلبي رغد ، وأنت تتمنين له ليلة سعيدة فتقولين : تصبح على خير يا وليد قلبي!!
أهناك ما هو أصدق من هذا الحب والمشاعر؟! لا أظن ذلك
أتدرين يا منى ماذا فعلت بعد انتهائي من قراءة روايتك؟ لقد استحممت بعدها مباشرة و صدقيني لو أنني جمعت كل قطرة دمعة نزلت مني من بداية الرواية و إلى نهايتها أي من الصفحة 1 إلى الصفحة1602 لكفتني لأغتسل بها!كنت مرهقة للغاية و ماكان ليسعفني حينها سوى حمام بالماء البارد في هذا الشتاء القارص علني أعود إلى رشدي و أطفئ النار التي أشعلتها بداخلي و التي لا أدري لا السبب الذي جعلها تشتعل و لا كيف سأجعلها تخمد!!
لا يمكنك تصور الحالة التي كنت فيها لكن لأقرب لك الصورة يمكنني أن أقول أنني كنت تماما كرغد حبيسة غرفتي و منقطعة عن الأكل و العالم الخارجي و كيف لي أن آكل أو أخرج إلى النور و أنا في تلك الحالة !
أجمل ما في الرواية هو أن رغد عندما كانت صغيرة نادت وليد ب : لي كان ذلك عندما حاول جعلها تنطق باسمه فيقول : أنت رغد و أنا وليد قولي وليد؟ فأجابته بكل براءة : أنت لي !! حذفت من اسمه أول و أخر حرفين لتكون جملة مفيدة خصوصا و أنه أصبح لها عندما كبرت ♡ ^^
#رواية أنت لي
-
مريم البداوي...