بسمِ الله الرحمن الرحيم ..
..
أسدل الليل الكئيب سِتارَهُ متأفِّفًا ضَجِرًا .. أوَكُلّما ذَكرنا الليلَ جَعلناهُ كَئيبًا مُظلمًا ؟ لِمَ لا نذكُرُ أنّهُ راحَةُ الأجساد والنّفوس ؟ وأنَّهُ مَخبَأ العاشِقينَ والطائعين ؟ هذه هي فلسَفَةُ "الأمل" ...
..
بِذرَةٌ مغروسَةٌ في كُلِّ نفسٍ بشريةٍ خَلَقَها رَبُّ العالمين، مِنّا مَن رَعاها وآتاها حَقّها فَهُوَ الآن ينعَمُ بِظلالِها الوارِفةِ وثِمارِها الدانِية، ومِنّا مَن أهملها وتَناساها حَتى صارَت زقّومًا طَلعُها كأنّهُ رؤوس الشياطين ! نعم، إنّه الأمل ...
..
حينَ سألتُ نفسي .. ما الأمل ؟ خَطَطتُ عَلى مسوَدَّتي قِصَّةَ شيخٍ كَليلٍ كهذا اللَّيلِ المطير المتأفِّفِ، ولَعَلَّ هذا ليس بِمقامِ ذِكرها، الشّاهِدُ منها أنني وقفتُ على معانٍ كثيرَةٍ الأمل ...
..
لو سألتُكَ أنت .. ما الأمل ؟ سَتَذكُرُ الأمَل فيما تَراهُ أمامَك فقط ! فالفَلّاحُ يَرى الأمَلَ في الأرضِ التي تُؤتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بإذنِ رَبّها، والمحامي يَرى الأمَلَ في بَراءَةِ مُوَكِّلِه، والطبيبُ يرى الأمَلَ في صِحَّةِ مَرضاه، والأستاذ يَرى الأمَلَ في الجِيلِ الذي يَغرِسُ فيهِ -إن كانَ أمينًا- حُبَّ الخيرِ والعطاء، والطّالِبُ يَرى الأمَل في أوراقِهِ وأقلامِه وما خَطَّتهُ يداهُ في طَريق النَّجاح، وَقِس عَلى ذلك ...
..
لستُ أدري .. أنَسوا أم تَناسَوا ؟ أنَّ الأمَلَ لا يَكونُ إلا بالقُربِ مِنَ الله، ما يَظُنّونَهُ "أملًا" في حَيَواتِهم هو ما قالَ عنهُ العَظيمُ سُبحانَه (وَأُمْلِي لَهُمْ إنَّ كَيْدِي مَتِينْ)، فلا يَغُرَّنَّكَ إمهالُ رَبِّك، فَوَعدُهُ سُبحانَهُ آتٍ ولا مَانِعَ لَه، والالتِجاءُ إليهِ خَيرُ وَسيلَةٍ للنَّجاةِ مِنَ الخوف !!
..
وأنت .. أينَ أمَلُك ؟
..
بِقَلَم : أبو يوسُف 💜
..
4-3-2018 .. 11:24PM
-
قاسِم أَحمَد غَزالأضغاثُ أقلام..