حديث بين الجاهِلِيَّتَيْن
الجاهلية الأولى وجاهلية القرن 21
نشر في 20 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قالت جاهلية القرن 21 لجدتها :
ما أحنك يا جدتي الجاهلية، وإن كنت بدون إسلام فالنخوة كانت رداءك والشهامة كانت إزارك ، والصدق كان لك عمامة، والكرم كان ريحك وعطرك، والأمانة كانت لك منزلا وأرضا..... لقد كان ينقصك العقد المرصع (الإسلام) الذي يضفي عليك طابع الوقار والكمال ، والعظمة والجلال.
فأجابتها الجاهلية الأولى:
ما بك ياجُهَيْلَتِي وقد رصعك العقد المذهب، (الإسلام) وأحاط بك من كل جانب، فلم يبق منك موضع إلا وقد شمله فأزال ما به من درن، (وسخ) وجبَّ ما علق به من نقِيصة وشُوَيبة، وصدَّرَك للعالم عروسة في حلتها البيضاء جميلةً صافية نقيةً عفيفة خلوقةً و كأن الثلج استعار منك بياضه الناصع وجماله البديع في القلب والقالب؟
جُهَيْلَتي!! ما لي أراك تبدو سوداء قاثمة؟ أين هي نضارتك البهية ومهابتك السمية؟ ألم ينر عقدك كل الأرجاء، وبلغ نور جماله (الإسلام) ما بلغ الليل والنهار؟ ألم يتناقل نبأه البشر والشجر والحجر؟ ألم يسمع به من قصا ومن دنا، بسماحته ... وتسامحه ... بأخلاقه وتعاليمه التي حولت الطبع الخشن الغليظ، والقلب القاسي المريض، والنفس السيئة إلى طبع رقيق سمح، وقلب لين خاشع، ونفس راضية مطمئنة؟
جُهَيْلَتي!! مالي أراك كئيبة عليلة؟ أين هي عافيتك؟ أين هي قوتك وهيبتك؟ أين ذهب عزك الذي بلغ الملوك وهم فوق عروشهم؟ وأتوك إما راغبين طائعين لجلالك وجمالك، وإما خائفين ضارعين حذرا من المهالك؟ وكأني بك قد بلغ منك الشيب (البعد عن الإسلام) مبلغا، ووهن منك العظم، وضعف فيك الساعد، واحدودب فيك الظهر؟ لكن جمال العقد المنير (الإسلام) لا يشيب ولا يهن ، وإذا احدودب لا ينكسر، ومهما الزمان عليه مر فنوره جذوة لا تنطفئ. فهو قائم ما قامت الشمس من نومها، ونوره يستحيل أن يقل عن نورها، ولقد بلغني وأنا عجوز مس من عقد (بعض من تعاليم الشرائع السابقة ) السابقين، وسنة الأولين، فما بال عقد الختام دين السلام من خير الأنام ..
يكفي يكفي ياجدتي لقد ...
جُهَيْلَتي!! هل انفرط العقد (ذهب الإسلام)؟؟؟
مصطفى محمد