رسالة حب
قلب نابض ووطن قائم يكافح التردّي الموجود نتيجة كورونا ...
نشر في 12 أبريل 2020 .
قلب نابض ووطن قائم يكافح التردّي الموجود نتيجة كورونا. وباء وحّد الانسانيّة قاطبة وعرّفنا مصيرنا المشترك على كوكب من بين ملايين أو مليارات الكواكب. كورونا اسم يخيّل السامع انّه وجع خفيف وآلم بسيط لكنّه أغلق مدن، ثكنات، محافل ومسائل تمتلئ بصفوة المجتمع ورسالته الخالدة.
لقد عبرنا جحافل الشرّ من طاعون وسارس وانفلونزا بجميع أسمائها القبيحة. فالإنسان ولد بأمله في عنقه ويأسه كذلك.
من المؤكّد انّه سيرجح كافة النجاح عاجلا أو آجلا، لأنّ رغبة الحياة أقوى من رغبة الموت وروح النجاح والحبّ أقوى من روح الكره وصراع الحضارات.
ستنجح، سينجح، ستنجح، ما أجمل العالم عندما ينزع عن غشائها الأنانية ونتساوى في التضامن.
سننجح في تجاوز الأزمة ولو بأثمان باهضة لا تعوّض. لكنّ فلسفة العالم تقتضي تشكيلة جديدة وخريطة مغايرة مثل ما حدث في الحروب والمصائب التي حلّت ببني البشر منذ تحمّلهم مسؤوليّة الإعمار.
قلبي يأنّ من أجل طفلة صيني أو ايطالي، لا أعرفه ولم أراه، لكن أشعر بما يشعر به من رغبة في الإنتصار على مرضه. لقد فرّق المرض بين الناس ومزّق أوصالهم المترابطة. فتأبى روح الفريق والإرادة الاجتماعية الجماعية إلاّ أن تقفز من الحضيض إلى القمّة.
ما يميّز العالم اليوم انه تجاوز الكثير من العقبات المعرفية في السابق. بالطاعون الذي ضرب اوروبا قديما كان فتاكا لدرجة جعلتمن الفرارمنه أمرا محتوما ولا جدال. كما انّ الخرافة وما يخترعه الإنسان من افكار تراوده أحيانا شكرا عائقا أمام محاربته وجعلت من الوضع درسا يجب أن يتم التعلم منه وإعطاء كل مجال حقّه واحترام الاختصاص. الفرق شاسع بين السوم والامس فالأمس كان محدودا جغرافيا في انتشاره واليوم تسعون بالمائة ان لم نقل أكثر لم تخلو من إعصار كورونا الجارف الذي يحتم تعاون انساني وتضامن اجتماعي كبير رغم الحجر الصحّي.
إنّ أخي إختبار وتحدي تمرّ به البشرية هو الإنسانية المتبقية في عالم المادّة والتنافسية الشديدة وأكثر أهمية من الدواء هو الضمير والشعور بالآخر.
لم يمكن أن يأتي الشكّ أبدا من أنّ الفرحة ستعمّ بلادي وبلاد العالم الأخرى، سنفرح في الشوارع والازقّة كما فرحنا بعيد الاستقلال.
-
محمد جاباللهكاتب عربي أحبّ الإبداع والتجديد وإكتشاف الأشياء ... يسعدني أن تمروا على صفحتي وتطلعوا على ما تقرأه عيناكم ... فهناك حس إنساني يجمعنا ويجعلنا نفهم بعضنا البعض.