سواء ادمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية أو العاب الفيديو او ادمان السجائر و المخدرات اوحتى المواقع الاباحية ، او غيرها من انواع الادمان .. لماذا ؟

منذ مئة سنة أصدر قرار منع تدوال المخدرات في الولايات المحتدة الأمريكية وبريطانيا ثم في باقي دول العالم ..إلا بعض الدول التي لم تقر بذلك

وبعد مرور قرن على إتخاد هذا القرار بخصوص حجز المدمنين ومعاقبتهم وتركهم يعانون لأننا إعتقدنا بان هذا سيمنعهم ويحفزهم ليتوقفوا عن الإدمان

هناك باحث اسمه جوان هاري "Johann Hari "، بحث علي مدار 3 سنوات فيما يتعلق بالادمان .. واكتشف من ابحاثه بأن مفهومنا عن الادمان خاطئ تماما !

تخيل شخصا أصيب بحادث ودخل المشفى ، سيعطونه حقنة فيها مادة الديامورفين ، وهي نوع من أنواع الهيروين النقي أي هو أفضل مما يباع في الشراع الذي يكون ملوث ومختلط.

وأحيانا يجب أن ياخد المريض هذه الجرعة لمدة طويلة ، فإن طبقنا مفهونما عن الإدمان يعني على  هذا المريض أن يخرج من المشفى مدمنا ، صح !! لكن هذا لا يحصل هاذا المفهوم خاطئ تماما ...

هناك بروفيسور سايكولوجي في جامعة Vancouver اسمه بروس ألكسندر ، هذا الرجل وضع مفهوما جديدا للإدمان بعد ان قام بتجربة ظريفة :)

قام بوضع فئران في علبة فارغة ليس فيها إلا كأسين من الماء واحد نقي والثاني ممزوج بمادة الهيروين وبدأ يلاحظ ، وكانت النتيجة ..

أن الفئران كانت تشرب من الكأس الذي فيه هيروين بكمية كبيرة مما تسبب بموتها بعد فترة نتيجة الجرعة الزائدة .

ثم أعاد نفس التجربة لكنه غير شيئ في القفص وأسماه " منتزه الفأر "

حيث وضع فيه كراة ملونة وأرجوحة ومتاهات وطعام وجبن وأضاف فئران أخرى للصداقة وللتزاوج، أمور قد تبدوا حلما لأي فأر .

ثم لاحظ ان الفئران بدات تشرب من كأس الماء النقية دون الإهتمام بكأس الماء المخلوط مع الهيروين ولم تعد تقتل نفسها نتيجة لذلك

مع العلم أن النتيجة في التجربة الاولى كانت موت الفئران 100% !

رجح بعض العلماء أن هذا التجربة قد تنطبق على الفأرن لكن ليس على البشر . لكن لاحظوا أنها طبقت فعلا علينا كبشر .

في حرب الفيتنام وجدوا ان 20% من جنود الجيش كانو يتعاطون كميات هائلة من الهيروين ، وبعد انتهاء الحرب علماء النفس اقتفوا أثر الجنود وقاموا بدراسة فوجدوا ان 95% من الجنود أقلعوا تماما عن الهيروين دون الحاجة لبرامج اعادة تأهيل او مؤسسسات تعالجهم . فقط بمجرد ان الظروف المحيطة بهم تغيرت!

وهنا وضع هذا العالم مفهوم جديد للادمان وقال :

" الإدمان ليس بالضرورة أن تكون له علاقة بالعناصر الكيميائية بل له علاقة بتكيّـفك مع البيئة المحيطة "

هناك بروفيسور آخر اسمه بيتر كوهين في هولندا قال مفهوم اجمل .

قال يمكن ان لا نسميه ادمان ، بل نسميه " ارتباط "

البشر كلهم لديهم عامل مشترك ألا وهو انهم يحبوا أن يكونوا مرتبطين بشيء او بشخص ويتواصلوا وهذه طبيعة فطرية لدينا .. ولهذا من أهم أعراض وأسباب الإكتئاب علي مستوي العالم .. العزلة .

فإن لم يجد الانسان في حياته شيئ ليرتبط به ويتواصل معه ويُشعره بالسعادة سيبحث عنه في مكان آخر

وإن لم يجد في ارتباطه باهله او اصدقاؤه ما يُـشعره بالسعادة والارتياح سيبدأ البحث عنه في أمور أخرى

وقد يجده في الفيس بوك، في الروايات والافلام والألعاب، في المخدرات والخمرة ،أو القمار ، وممكن حتى في موقع اباحي .. ايا كان.

المهم أنه يحاول بكل الطرق ملاء ذلك الفراغ والإرتباط بشيء يجعله يحس بالسعادة والإرتياح لان هذه هي طبيعته البشرية .

ونحن إن لم نكن مرتبطين بإدمان شيء مما سبق ذكره فهذا لأننا وجدنا ما يملاء ذلك الفراغ بداخلنا ويشعرنا بالسعادة والإرتياح

وشخصيا أدرك ذلك فكوننا مسلمين نحن مرتبطون بإهم مصادر السعادة والإرتياح،

عبادتنا (قرءاننا وصلاتنا...) عائلتنا وأصدقائنا ... وغيرها من الامور الإيجابية في حياتنا

فإن اردت أن تغير حقا ..لن نقول إدمانك بل إرتباطك بشيء أولا أصلح علاقتك مع الله ثم غير الظروف المحيط بك وإبحث عن أمور مفيدة أكثر وهادفة وإرتبط بها.. أخرج من القفص وعش في المنتزه فعكس الإدمان هو الإتصال او التواصل.

المصدر : https://goo.gl/zX1w7I