تحرر من أوهامك...؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تحرر من أوهامك...؟!

مقال ارتجالي أرجوا أن يكون خفيف الظل على قلوبكم...وبالموازاة مع هذا أود أن أعتذر عن غيابي الطويل عن المنصة بسبب ظروف قاهرة..يمكنكم أن تفهموا كل شيئ من خلال هذا المقال..لا مزيد من التأخير..هيا بنا نبدأ

  نشر في 01 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

تجتاحنا في بعض المرات أفكارا قاتمة..أفكارا سلبية قاتلة

أفكار لا تعلم من أين تأتيك ولا لماذا

أفكار تبعث على القلق على الحزن على الغضب وأحيانا على الثلاتة دفعة واحدة

ثم لاتلبث أن تسأل نفسك مالذي يحدث لي ؟؟مالمشكلة ياترى ؟؟

ثم تنظر صوب أفكارك وتوجه لها أسئلة هي بدورها ماخطبك مالذي تريدنه مني؟؟

وبعد صمت طويل وهدوء قليل حيال أفكارك،تستدرك أن لاوجود لإجابة عند أفكار مسكينة ثم لا تنفك أن تضرب الطاولة التي أمامك وتصل بك درجة عدم تمالكك لأعصابك للصراخ بأقصى قوة تملك مخاطبا أفكارك بأسئلة تدور في نفس الدائرة ماشأنك ماذا تريدنه مني ثم تنهي الفيلم الذي ألفت سيناريوهاه بنوع من الحرفية والذكاء بعباراتك المعتادة في كل مرة يتكرر معك نفس المشهد ب: هيا اغربي عن وجهي ودعيني وشأني إلى آخر الحكاية من ذرف دموع ونحيب وإحساس بالضعف يمزق أشلاء الجسم كله...هنا أنا أقف وأتسآل والفضول يأكلني من الداخل..ألم تأتيك فكرة السؤال عن لماذا كل هذا يحدث لك بصفة متكررة يا صديقى بصيغة أخرى ألا ينبغي تغيير شيئ في السيناريو كي لا يتككر نفس الأمر من جديد كأن تغير من ردة فعلك تجاه هذه الأفكار والمشاكل السلبية كأن تنظر لها على أنها شخص يود أن يهمس لك بشيئ في أذنك وأنت بقوة الحكة لاتتمالك نفسك وتقوم بهرش أذنك...دعك في هذه اللحظة من التفكيروغص فيها عميقاوأنا سأقومفي نفس الآنبتقديم تفسيرات لهاته الحالة التي تنتابك في كل مرة ومع نفس الأفكار بنفس درجة سلبيتها وسوداويتها...ثم في نفس السياق سنرى هل لك دخل في كل الذي يحصل معك أم أنك مجرد مسكين وبريئ من كل ما يحصل معك...لـكــن عدني أولا بأنك لن تقاطعني أو تنهاني عن الكلام وتبدأ في التنديد بشعاراتك الورديةمن قبيل "لا أنت لاتعلمين ما مدى الألم والحرقة التي تشتعل آلالاف المرات في قلبي قبل أن تنطفئ من تلقاء نفسها" وكذلك بدون أن توجه لي أسئلة خارجة عن السياق "أنا من؟ ولماذا أختبئ خلف الشاشة لأمثل دور المتعملة التي بحوزتها ما لم يتوصل إليه بعدالعلم" (وفي الواقع كل ماسأذكره لكم في هذا المقال مأخوذ من كتاب "فن اللامبالاة" للكاتب مارك مانسون..وأدعوكم لقراءته وحتى من سبق وقد قرأه أدعوه لقراءته مجددا..ففي الحقيقة هو ليس مجرد كتاب تأخذه وتقرأه وتنتهي منه وتضعه على الرف..بقدر ماهو فلسفة حياةتتضمن أفكارا وطرقا عملية ستفيدكم حتما في حياتكم )..

أوقف إذن كل الأفكار والأسئلة التي بإمكانها الآن أن تدور في مخك..أوقف حتى السيناريو اللعين من الأفكار السوداوية ,لكن أوقفه مؤقتا فقط لأنك ستعود وتشغله من جديد..لماذا؟؟ ..لماذا مجددا ألم أقل أن تتوقف عن كل شيئ ..طبعا ماعدا قراءة المقال والإنتباه لاني بصدد أن أقول لك شيئ هام يا صاح..وفي الحقيقة هو أمر سوف يدهشك معرفته خاصة إذا كنت غارقا في سيناريهات لا نهاية ولابداية لها..وسوف تظن بأنك غبي وتافه لأنك لمتكنتعرفه قبل الآن، (لكن صدقني هو هذا الوقت المناسب لمعرفته)بل وستظن وكأنك كنت تعيش في وهم وهذا هو ما كنت ألمح له منذ البداية..الوهم ياصديقي نعم الوهم...الوهم الذي تعيش فيه الآن وتظن أنه هو حقيقتك المؤكدة

الوهم الذي تعيش فيه الآن وتظن بأنه هو قدرك وما هومقدر لك أن تعيشه حياتك كلها

دعني..أقف هنا يا صديقيلكي ألفت نظرك إلى نقاط مهمة بقدر أهمية النقطة التي أشرت لها للتو,ولكي تكتمل الصورة لديك أيضا عن هذا الوهم وهي نقطة تشير إلى أنك أنت صانع هذا الوهم ياصديقي..كيف؟؟ تسألني كيف لابأس سأجيبك هذه المرة: لأن كل الذي تظنه عن نفسك وحياتك هو الوهم بعينه..كل الذي رسمته في خيالك على أنها حياتك بما فيها أن حياتك لا تستحق أن تعاش...وبأنها اختلت موازينها ولم تعد ترى أي نور فيها..عبارة عن أفكار من صنعك وليست بالضرورة هي الحقيقة الكائنة.. وما أودك أن تعيه هنا يصديقي أن الخطير في كل هذا هو "أن تعيش وهم صنعه مخك وصدقته بعينين مغمضتين"..ولن نتناقش الآن فيما إذا كنت أنت من صنع الوهم ومخك بدوره صدقه أو ماإذا كان مخك هو الذي صنع الوهم وأنت صدقته بدورك..ففي كافة الأحوال لا يهم من صنع الوهم ومن صدقه، بقدر ما يهم أن تخرج من دائرة الوهم التي حصرت نفسك فيها..أو بصريح العبارة أن تنجوا بنفسك منها،أقول هذا لأن هذه فعلا مسألة حياة أو موت..ولك أن تتخيل مامدى خطورة أن يعيش المرء وهو محاصر ب"وهم" وهذا الوهم أشبه ما يكون بقيود تكبله و تعيقه عن الحركة..وتصير تراه كالزومبي يمشي متثاقلا في الشارع العام.

وتراك تسأل الآن ياصديقي عن السبيل للنجاة من هذا الوهم..أممم..في الحقيقة ليست هنالك وصفة سحرية أو استراتيجية واحد إثنان ثلاتة تقوم باتباعها لتنجوا وأخيرا من أوهامك كلها، لكن سأقول لك عن شيئ من شأنه أن يظهر لك حقيقة هذا الوهم "عن قرب"، ومن ثمة جد لك طريقة للنجاة والهرب في أسرع وقت ممكن والركوب في أقرب محطة قطار وستجدني على متنه أنتظرك كي أهنئك على عملية الإنفلات التي قمت بها في "وقت قياسي" ماذا تريد أكثر من هذا..؟!

أححم لنعد إلى الموضوع...إن الوهم الذي تمارسه مع نفسك ينشأ من خدعيتين تقوم طوالالوقت بالتركيز عليهما(إما إحداهما أو كلتاهما)، وإيهام نفسك بأنها حقيقتان مؤكدتان:

الأولى وهي الإنكار:وتتجلى في إنكار المرء لمشاكله..طبعا هذه الخدعةتبعث على المتعة في بادئ الأمر..لكن ما تلبث أن تتحول إلى منبع للألم..إلى منبع الأفكارالغير مريحة والوساوس السوداوية و المشاعر السلبية التي تأتيك في هيئة شخص يريد أن يقول لك شيئا..وأنت بقلة صبرك وعدم تحملك تقوم بمحاولات بائسة لطرده وتناسيه والتصرف على أنك لاتراه وفي واقع الأمر أنت تكاد تختنق لوجود هذا الشخص أمامك..وأينما ذهبت تجده..وأينما فررت تجده أيضا... لكن كل محاولاتك هذه بدون جدوى.. ولن تكون ذات جدوى أبدا ،فهاهو شخص يكتب لك خلف الشاشة مجددا ويدعوك للنظر في حل حقيقي لمشاكلك بدل تناسيها والتصرف على أنه لاشيئ هناك..

والثانية هي لعب دور الضحية: وهذه من أغبى وأتفه وأحمق صفة يمكن أن يتصف بها الإنسان..أقول هذا لأنه من الحمق والغباء أن يلقي الإنسان بمشاكله على الآخرين فقط لأنه يظن بأن لهم دخل في هذه المشاكل..وفي الحقيقة الأمر مخالف لذلك ،وحتى لو كان يتوافق معه في جزء بسيط من المشكل فهذا لا يعني بأن يلقيه (المشكل) بالكامل عليهم(الآخرين)..لأن هذا ظلم.. ظلم في حق نفسه أولا وظلم في حق أولئك الأشخاص الذي يلقي عليهم باللوم دائما,لأسباب وجيهة منها أن الشخص الذي لا يرد اللائمة إلى نفسه هو شخص يعتبر نفسه ضعيف في المجمل ولاحيلة له في أي أمر يحصل له ،وهذا أمر غير صحيح، فنحن على الرغم من وجود أمور كثيرة لاحول لنا ولا قوة فيها، إلا أن هناك أشياء وأقول أشياء وليست شيئ أو شيئين معينين, نتحمل المسؤولية فيها حتى النخاع..وهذا راجع لكوننا نمتلك حرية إرادة ميزنا الله بها،وما ينتج عن امتلاكنالهذهالإرادة هو الأخذ بزمام المبادرة والمسؤولية في كافة الأمور التي تحصل معنا...أظن أنه لاحاجة لمزيد من الشرح فالفكرة قد وصلت أليس كذلك..

وكخلاصة فقط: هناك أوهام نبقوا عالقين فيها طوال فترة ليست بالقصيرة في حياتنا، ونظن مع ذلك بأن هاته الأوهام هي حقيقة لاغبار عليها، لكن ماأن ندرك بأن كل ماأيقـنّا به في وقت ما من حياتنا على أنه حقيقة وتبين لنا على أنه لم يكن سوى أوهاما من إنتاجنا ومن تأليف عقولنا، وجب عندها الإستيقاظ من غفلتنا..وفعل أي شيئولا يهم ماذاستفعله على وجه التحديد بقدر ماهو مهم أن تفعل شيئا كفيلا بأن ينقذحياتكفي أسرع وقت ممكن من السقوط والدمار الشامل.

تحياتي وشكرا


  • 3

  • مريم مريم
    مجرد إنسانة تعشق الكتابة و التأمل في الحروف المتكلمة و المتعطرة بالأحاسيس الصادقة النابعة من قلوب كتابها.. فالكتابة "موطني" والمطالعة عــــــالــــمــــي
   نشر في 01 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

بارك الله فيك هناك فرق بين الحلم و الوهم فكثير من الرؤى كانت في نظر البعض اوهاما و ها نحن اليوم نتمتع بتحقيقها مقال رائع
0
مريم مريم
نعم..صدقت..شكراا على تعليقك الجميـــل
جميل جدا !!
0
مريم مريم
أشكرك كثيرا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا