ما بالك تحوم حولي..تحاول أن تلسعني..أن تسرق رحيقي..أن تُجرّدني من ثوب حيائي..
أن تخدش كرامتي..
تستغرب من تحفّظي..من حمرة قد تعلو وجنتيّ..من نظرات قد تتعثّر خجلا..و نبضات قلب قد تتسارع خوفا..تهمس في أذني:لقد غُصتِ في بحر الحلال ثُمّ خرجتِ بلا عنوان..
فاضربي بعصا العشق بحار الدّنيا.. و ذوقي من كأسه ألوانا..
فالزّمن لا يرحم و الأيّام لا تتراجع..و الجمال يتحوّل..و بريق النظرات يتناقص..
فإلى متى تصدّين نحلا يعشق رحيقك .. و حُبّا يلاحقك.. يتمنّى قربك..و يشتهي السّهر معك..
نعم..و لكن وسط شموع برّاقة تُظلم نور القلب.. .و لهيب عشق ينتهي بالنّدم..
ما بال دم الحب قد جمد في عروقك و كلمات العشق قد تناثرت لتغدو حبرا على ورق ليس إلاّ...
بل ما بالك أنت ..تقتحم أسوار الجنان بلا استئذان..تمتص رحيق هذه و تلك من الأزهار..
تلبس قناع الطيبة أحيانا و قناع اللّهفة أخرى ..
تذرف دموع الشّوق ..و تتراصّ كلمات الحب صفوفا..
مِغوارٌ و مِقدامٌ أنت..فإذا قيل لك تقدّم إلى ساحة الحلال..فررْتَ من الزّحف..
تقولُ أعشقك..و لكنّي أريد صبيانا ..فلقد إختبرتِ الأمومة و لم أختبر الأبوّة بعد..
فلمَ تحوم حولي إذن؟
أرجو وصالك..بريق عينيك يُؤرّقني ..و لكنّي أخاف زوجتي..
فلم تحوم حولي إذن؟؟
حُرٌّ و أبٌ أنا و عاشق يطلب رضاك..و لكن كرهتُ القيود و عذابات الزّواج..
فلم تحوم حولي إذن؟؟
تقول بأنّ الحب قد جمد في عروقي..مُخطئٌ أنت..بل هو أسرع في جريانه عبر شراييني و في تغذية خلاياي من إكسير الحياة..
و لكنّي أُريدُ نحلا بعسلٍ مُصفّى...