لا أعلم سبب كره المصريين الشديد لإبليس ! ..
ليس إبليس اللعين إللي مغلبنا وطلع ابونا آدم وأمنا حوا من الجنة أكيد .. بل المجسم الذي يرجمه الحجاج ضمن مناسك الحج ! .. كل الحجاج يرمون الحصى ليسقط في البئر المخصص بكل هدوء وسكينة إلا الحجاج المصريين ( بعضهم طبعا ) .. فتجد الحاج المصرى مثلا من الممكن أن يخلع الشبشب إللي في رجله ويرمي به إبليس بحماسة شديدة ! .. في سبيل ذلك يدفع بكيعانه وعنفوانه كل من يقف بجواره من الحجاج ولا أعلم هل حسبها ضمن الرميات السبعة أم لا .. شدني المنظر في إحدى المرات وهو ما جعلني أنظر إلى قاع البئرلأجد كمية كبيرة من الجزم والشباشب .. بل أتذكر أن بعضهم من فرط الحماسة وشدة كرهه للشيطان كان يختار حصوات كبيرة الحجم إمعانا في الكراهية وليتمكن من قذفها بكل ما أوتى من قوة فكان بعضها يخطيء المجسم ويتخطاه للناحية الأخرى ليصيب رؤوس الحجاج في الجهة المقابلة ! .. ولا أعلم كيف الوضع الآن بعد تطوير منطقة الجمرات .. المهم أنه بعد أن يفرغ الحاج المصري الطيب شحنة الغضب والغل الرهيب الذي اختزنه بداخله على مدى أعوام ضد غريمه اللعين فينتهي من نسك الجمرات ليعود بعدها مرتاح البال ظانا منه أنه انتصرعليه ونال منه .. لكنه بالتأكيد لا يعلم أن هذا " الشيطان " الذي رجمه ما هو إلا مجرد كومة من الحجارة لا تعدو كونها رمزا لا أكثر ولا أقل .. فالشيطان الحقيقي الذي يستحق الرجم فعلا هو الذي يسكن في داخله ويسرى فيه مسرى الدم .. أما هذا فلا يمكن رجمه إلا عن طريق التوبة النصوح .. والعمل الصالح الطيب .. وحسن المعاشرة .. وكل ما يوصل إلى تقوى الله .. أمال هوه حج وجهاد ليه ؟! ..
-
غادة النجاراحب الادب،انتظروا مني المزيد من القصص القصيره والروايات،احب السياسه ولست معارضا،احب التاريخ واعشق الكتابه عن تاريخ اللغات
التعليقات
بالتوفيق أستاذة غادة .