إلى كل من هم على مشارف الانتظار ، في انتظار مجهول لا يأتي ، أود أن أعلن لكم أن كل ما تنتظروه لن يأتي ما دمتم مستمرين في الانتظار المبهم ، فلن يأتي فارس على حصان ليصحبكم معه إلى مدينة سحرية تجدوا فيها تلك السعادة الأبدية التي أخذت معها الغالي والنفيس في رحلتنا للبحث عنها ، ولن نعثر عن ذواتنا التي ضلت طريقها بينما نحن ضائعون بين أفكار متناقضة ، ولا أظن أننا سنتهدي إلى سبل الحياة الرغيدة إذا ما ذهبنا إلى هناك فربما لا يوجد فارس من الأساس ، ومدينته السحرية ما هي إلا وهم نزعم بوجوده حتى نرفع عن أنفسنا حرج العجز و نُمحي عار الانتظار.
الانتظار قاتل ما أن يتسلل إلى الأعماق حتى نتشبث بالمجهول أكثر فأكثر ، ونصنع خيالات وأوهام لشئ لم نتبينه بعد ، لكنه يخفف من حدة وخز تأنيب ضمائرنا ، لأننا لم نصنع بعد ما يعيننا على المبادرة بأمر نرجوه ونأمله ، ولكننا نخشاه أكثر من أي شئ .. نخشى الاقتراب من أحلامنا خوفاً من فشل محقق ، وغرق في حزن دفين ، أوهام تنمو وتتعاظم بداخل خيال مريض ، يُسمم كل ما يُعطى له ويقدم إليه ..
أراني غارقاً ولا أقوى على إنقاذ نفسي ، أود لو أن شبح الانتظار يتقدم نحوي أكثر فيقدم لي مساعدة ، تدنو يداه مني لتسندي وتحميني من شدة السقوط ، أو أن أعثر على من يفك أسري من سياج الإكتئاب ، وأوهام الوحدة والحزن .. أود لو أن هناك من يشاركني حماسي الذي دائماً ما يأتي متأخراً تجاه ما تبقى لي من أحلام ، أو أن أجد من يخفف من وطأة ألم الحياة وصعوبة مرور الأيام ، أود لو أن هناك من يغلق صفحات الكتاب بدلاً مني ويفتح لي صفحة بيضاء في كتابي الذي تلطخ وهو لازال في بداياته ، أريد ظلاً لي أحتمي به ، وربما فعلياً أنا أحتمي في ظلي حينما لا يكون للظل ظل آخر .
ربما أنا ضائعة أكثر مما ينبغي ، وربما الإنتظار لن يصلح ما أفسدته نفسي على مر الأيام ، حتى وإن صدقت البشرى وتحققت نبوءات الانتظار فربما لا يوجد على هذه الأرض من يرمم شيئاً دمرته يداي ، أو يصلح نواتج وسوسة سممت بها فعل كان على وشك أن يجد الطريق الصحيح ..
لكن على الرغم من كل ما يساورني الشك تجاهه إلا أنني أملك في نفسي حقيقة دائماً ما أشرقت بنورها حتى أخفت كل ما حولها من أوهام ، أنا فقط القادر على أن أغير كل ما كرهته في نفسي ، أن أحقق السعادة ، وأن أجد مدينتي الضائعة ، وأظن أنها ليست واحدة وربما عدة مدن خفية تستوطن كل منا ، وكلنا قادرون على أن نتخيلها كما يحلو لنا بالصورة التي نراها الأنسب ، الإنتظار خدعة ، وهم و حرب داخلية أخوضها على أمل أن أجد من يفك القيود والمفتاح مُعلق برقبتي !
-
نادين عبد الحميدربما لا أتمكن من الكتابة بالشكل الذي أرجوه لكنني على ثقة أن الكتابة تمكنت مني .. فإنني لا أمارسها فعلاً وإنما أتنفسها هواءً هو المعين لي كي أستمر على قيد الحياة ..
التعليقات
راوغت الكلمات حتى لا تفر من قبضة اصرارك على استرجاع كرامة متعبة..لا اقول مجروحة بل متعبة من الانتضار..حقيقة ما قلت و اوافقك في كل شيء..سوى ان فكرة المفتاح المعلق على الرقبة لم تقنعني لان ما كان معلقا على ذمة السجين يكون هو من رضى بالعقوبة.
راقبي طموحك و اكتسبي ثقة يوما بعد يوم..فلا احد سيهبك اجابة عن وهم الانتضار الا انت. لانك باختصار انت من سيعلق مفتاح النسيان للجراح على رقبتك بقرار قوي منك..
اثق في قراراتك حتى لو لم اعرفك جيدا..لكن بمجرد ان تطرقت لهكذا مواضيع فانت ممن يصنعون قرار الحرية بايديهم..رائع اكيد..استمري.
ربما كثيرًا ما يجتاح أحدنا شعور مثل هذا، ولكن تجارب الحياة تثبت لنا أن هم الآخرة إذا طغى على هم الدنيا تسهّل علينا كل شيء، فنجعل من أحلامنا وسيلة لا غاية، حينها تعلو الهمم وتتسهل الدروب، وتتضح صورة الطريق، فيتلاشى شعور الضياع شيئًا فشيئًا حتى ننساه .
ومما أعجبني للغاية بيانك لمفهوم تصرف الذات .
حسبي من العتب فقط الأخطاء الإملائية .
بالتوفيق عزيزتي .
رائع جدا :) على رغم الألم الملمس فى الكلمات وعلى رغم الماضى الحاضر فى كل كلمه لكن أحسب أن مستقبلك سيكون باهر باذن الله :)
دمت بخير و بالتوفيق ❤