ما هو الفرق بين الذكاء السائل و الذكاء المتبلور؟

تأليف الدكتورة: سينثيا فينني

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

تفترض نظرية الذكاء السائل والذكاء المتبلور وجود نوعين متمايزين من الذكاء. يقصد بالذكاء السائل المقدرة على المحاكمة وحل المسائل في حالات متفردة وجديدة.

بينما ينسب الذكاء المتبلور للمقدرة على استخدام المعرفة المكتسبة عبر التعلم والتجارب السابقة.

إقترح النظرية عالم النفس ريموند كاتل وطورها فيما بعد جون هورن.

أصل النظرية

تتحدى نظرية الذكاء السائل فكرة عامل الذكاء العام المعروف بحرف ج والتي تفيد بأن الذكاء هو بنية مفردة. وبدلاً من ذلك افترض كاتل وجود عاملين مستقلين للذكاء:”السائل” أو ج ف و”المتبلور” أو ج س.

وكما شرح في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان” الذكاء:البنية والنمو والعمل” تحدث عن المقدرة على المحاكمة العقلية كذكاء سائل لإنه يمتلك “الصفة السائلة” التي يمكن توجيهها نحو أي مسألة. ونسب اكتساب المعرفة للذكاء المتبلور لأنه” يستثمر في المناطق المحددة من المهارات المتبلورة والتي يمكن تشويشها بشكل فردي دون التأثير على الأخرى.”

الذكاء السائل

يقصد بالذكاء السائل المقدرة على المحاكمة والتحليل وحل المسائل. عندما نستخدم الذكاء السائل لا نستند إلى أي نوع من المعرفة المسبقة. وبدلاً عن ذلك نستخدم المنطق وتمييز الأنماط والتفكير المجرد لحل المسائل الجديدة. نستخدم الذكاء السائل عندما نواجه مهام جديدة غير لفظية مثل مسائل الرياضيات والألغاز. ويلعب الذكاء السائل دوراً في العملية الإبداعية مثلما يحدث عندما يمسك أحدهم بفرشاة طلاء أو يبدأ بالعزف على البيانو دون أي تدريب مسبق.

ويتأصل الذكاء السائل في الأداء الفيزيولوجي ونتيجة لذلك يبدأ بالإنحدار مع التقدم في العمر وقد يبدأ ذلك مع أوائل العشرينات.

الذكاء المتبلور

يقصد بالذكاء المتبلور المعرفة التي تكتسبها عبر التجربة والتعليم. عندما تستخدم الذكاء المتبلور تعتمد على معرفتك السابقة: الحقائق والمهارات والمعلومات التي تعلمتها في المدرسة أو من التجارب السابقة.

تستخدم الذكاء المتبلور عندما تواجه مهام تتطلب استخدام المعرفة المكتسبة سابقاً بما في ذلك الاختبارات اللفظية في مواضيع مثل القراءة والقواعد والاستيعاب.ونظراّ لاعتماده على تراكم المعرفة يتم الحفاظ على الذكاء المتبلور وحتى يتزايد خلال فترة حياة الإنسان.

كيف تعمل أنواع الذكاء مع بعضها البعض؟

يمثل نوعا الذكاء مجموعتين من المقدرات المتمايزة. ولكنها تستطيع العمل سوياً في أغلب الأحيان.

وعلى سبيل المثال عندما تقوم بطبخ وجبة ما تستخدم الذكاء المتبلور لفهم واتباع التعليمات في الوصفة وتستخدم الذكاء السائل عندما تعدل البهارات والمكونات الأخرى لتلائم ذوقك واحتياجاتك الغذائية. وبشكل مماثل عندما تقوم باختبار في الرياضيات تأتي المعادلات والمعرفة الرياضية( مثل معنى علامة الجمع) من الذكاء المتبلور.

وتنتج المقدرة على تطوير مسألة معقدة من الذكاء السائل.

يستخدم الذكاء السائل غالباً عند تعلم أشياء جديدة. عندما تواجه موضوعاً جديداً تستخدم الذكاء السائل لفهم المادة عبر التحليل والمنطق. ومتى تفهمت المادة تدمج المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد حيث يمكنها أن تتطور إلى معرفة متبلورة.

هل نستطيع تحسين الذكاء السائل؟

يتحسن الذكاء المتبلور أو يبقى ثابتاً مع تقدم العمر ولكن الذكاء السائل يخف بسرعة بعد البلوغ. قامت عدة دراسات بتحري إمكانية تحسين الذكاء السائل.

قامت عالمة النفس سوزان جايجي وزملائها عام 2008 بإجراء تجارب على 4 مجموعات من المشاركين الشباب الأصحاء تتطلب قدراً كبيراً من الذاكرة العاملة( الذاكرة القصيرة الأجل) كل يوم.

وقامت المجموعات بإنجاز المهام لمدة 8 و12 و17و19 يوم. واكتشف البحاثة أن ذاكرة المشاركين السائلة تحسنت بعد التدريب وأنه كلما زادت فترة التدريب كلما ارتفع معدل تحسن الذاكرة السائلة.

واستنتجت الدراسة أنه يمكن فعلياً تحسين الذكاء عبر التدريب.

ودعمت دراسة أخرى استخدمت نفس المعايير دراسة جايجي ولكن الدراسات التالية لم تستنسخ نفس النتائج لذا لا تزال دراسة جايجي تعتبر مثيرة للجدل.

المصدر:

Fluid Versus Crystallized Intelligence: What’s the Difference?

https://www.thoughtco.com/fluid-crystallized-intelligence-4172807