تنشأ الصعوبات التى تواجه المترجم من حقيقة أن المعادل من حيث المعنى فى اللغة المنقول إليها قد لا يقوم بنقل أو توصيل نفس الرسالة المكتوبة فى اللغة المصدر، أو أن يكون القالب اللغوى الذى تعرض به الرسالة فى اللغة المصدر مختلفاً أو غير كافٍ عن ذلك الموجود فى اللغة المنقول إليها، خصوصاً إذا كانت المعلومات والإفتراضات المشتركة فيما بين القارئ والناقل مختلفة، وخصوصا أيضا إذا حدث ذلك بين لغتين تختلفان تماماً فى الناحية الثقافية مثل اللغة الإنجليزية والعربية، وتمتلئ اللغة العربية بالإختلافات الدقيقة وتمتاز كل من الأسماء والأفعال فيها بالمرونة، وتظهر عدم القابلية للترجمة حينما يكون من المستحيل إيجاد خصائص معادلة من الناحية الوظيفية للحالة المعروضة فى نص اللغة المصدر لكى يمكن نقلها إلى المعنى السياقى فى نص اللغة المنقول إليها.
وتنشأ صعوبة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية وبالعكس فى اختيار المعنى الملائم أو تحديد طبيعة استخدام الكلمة أو إيجاد الفرق بين المذكر والمؤنث أو تمييز العدد سواء مفرد أم مثنى أم جمع أو إيجاد الصيغة المعادلة للفعل، وهى أمور تجعل من الصعب فى بعض الأحيان اختيار المعادل الصحيح، ويساعد الإلمام الجيد بخصائص كل من اللغتين العربية والإنجليزية فى تسهيل عملية التوصل إلى الترجمة الصحيحة والجيدة، لكن حين يتولى أمر الترجمة من ليس أهلاً لها تجر فى أذيالها آثاراً سلبية لا تخطئها العين ونذكر هنا أمثلة على ما تحدثه الترجمة المتعجلة السيئة من آثار على أساليب الكتابة العربية، وشيوع ألفاظ ليست من طبيعتها.
يتبع...
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً