نكبر ...
وتكبر احلامنا ،
ونتمنى ان نمتلك او نحقق اشياء بفارغ الصبر ،
ونشعر ان حياتنا لا تكتمل بدونها ...
حتى لو كان الأمر سيتطلب مننا
السفر والبعد عن والدينا !!
كالزواج عن حب من شخص تبعدنا المسافات عنه
لأجل الإستقرار معه ،
او العمل في مدينة اخرى
او كالابتعاث الدراسي في بلاد اخرى ...
من دون الشعور ،
بحجم الخسارات العاطفية التي سنخسرها ،
خسارة اللمة او الجمعة العائلية !!
التي سنفتقدها بعد بعدنا عنهم ،
ولن نشعر بحجم فقدها وعدم القدرة على التعايش دونها
إلا بعد تذوق مرارة فقد ، سواء فقد مؤقت او مؤبد !!
بعد زواجي ،
شعرت انني استطيع التعايش مع زوجي
والغياب عن عائلتي عدة اسابيع ..
" اسبوع ، او اسبوعان " .. كحد اقصى
إلى ان اصبت بفيروس كورونا !!
اضطررت ان اعزل نفسي عن اسرتي ،
عدة اسابيع الى ان اتماثل بالشفاء شفاء تام ،
شعرت انني فقدت شيء في حياتي ،
جزء مبتور مني ...
جزء غائب حزين ،
كمنظر الشمس حين توشك عالغياب ،
شعرت انني فقدت طقس من طقوسي
لا زلت افتقد العودة لها ،
الإختلاء مع ذاتي تحت النافذة
وبجواري رفيقي الدائم كاسة الشاي
وتصفح مواقع الانترنت ...
الموسيقى اخر الليل ...
ضحكات اخواتي ...
توبيخات ونصائح امي التي لا تنتهي ...
طلبات اخي الصغير المدلل ...
احاديث ابي التي كنت اسرح منها
بسبب كثرتها ...
اشياء كثيرة فقدتها !!
ظننت انني استطيع العيش بدونها !!
لإعتيادي عليها ، ومللي منها ..
والتي كثيرا ما كنت اتضجر منها
ومن تكرارها ..
والآن ، اتمنى ان تعود !!
لم اكن اظن ان تلك الأيام المملة والروتين اليومي
سيكون جزءاً من حياتنا ،
سنشتاق لها يوماً ،
و لن نستطيع التعايش بدونها
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي