كل كاتب بين الحين والأخر تمر به لحظات يشعر فيها باليأس واللا جدوي من كتابته , وخاصة إذا أراد بكتابته إفادة من يقرأها , فحينما لا تعط القدر التي تستحق من الاهتمام , أو لا تصل المعاني التي أراد إيصالها , و لا تجد الكلمات التي ألقاها آذان تسمعها أو قلوب تشعر بها أو عقول تدركها , يبدأ اليأس يتسلل الي أعماق نفسه ...

فكم كاتب تخلي عن الكتابة لأنه وقف عند هذه اللحظات حين مرت به !

كم كاتب حرم العلم والأدب موهبته لأنه قرر أن يستسلم لهذه اللحظات !

لا شك أن كل كاتب في أي مجال هو إضافة لهذا المجال إذا تخلي عن الكتابة خسر هذا المجال فكره وعلمه وخبراته .

إذ من المعلوم لدي الجميع أن لا أحد يحيا نفس الحياة التي يحيياها الأخر , لا أحد يخوض ذات التجارب التي خاضها الأخر علي مدار حياته , فكل إنسان هو إضافة للبشرية بالطريقة التي تمكنه من ذلك , والكاتب طريقته قلمه ... 

أيا معشر الكتاب أنتم لم تمنحوا الموهبة لتتخلوا عنها بل لتستثمروها !!

أيا كل كاتب .. لا تيأس 

لا تيأس إن لم تصل كلماتك لمن يدركها ويقدرها الآن , سيأتي يوم وتصل لمن يشعر بكل حرف فيها ويدرك كل هدف أردت إيصاله بها , لعل من تكتب له لم يأتي بعد , ولعل كلماتك لم تصل الي قارأها , و لعلها تصل بعد سنوات , لا تهجر القلم دعه حراً ولا تسأم الكتابة فنحن نموت والكلمة لا تموت ! .