لطالما عانيت منذ الصغر من اضطراب القلق ونوبات الهلع ولكن لم يكن أحدًا من أهلى على دراية ووعي كافٍ لطلب المساعدة أو على الأقل التحدث معي بشأن الأمر.
كبرت وظننت أن الإرتجاف هو الإحساس الطبيعي الذي يشعر به كل البشر، وأن القلق شئ عادي، وأن الخوف فجأة شعور طبيعي تمامًا. ولكن ماذا تغير الآن؟
الآن أبلغ 32 سنة عامًا، وقد واجهتني الحياه بحقيقة الأمر مرارًا، فما أشعر به هو حقًا معاناه، وليس طبيعة كل البشر كما كنت أظن.
لماذا أكتب الآن؟ ليس لأعاتب عائلتي على تركي دون علاج، أحيانًا أشعر بالضيق والسخط، ولكن كان علي تقبل هذا الأمر منذ سنين. أنا أكتب الآن لأنني بدأت أول خطوات العلاج النفسي من القلق والهلع، وأشعر شعورًا أفضل. أكتب لأني لا أريد لأي أم أو أب أن يتجاهل ما يشعر به ابنائه.
كيف يمكن اكتشاف إصابة الأطفال باضطراب القلق؟ "Anxiety Disorder"
القلق هو شعورًا طبيعيًا بعدم الارتياح ، مثل التوتر أو الخوف، وهو استجابة طبيعية للاحساس بالتهديد، ولكن متى يصبح القلق أمرًا غير طبيعيًا؟
عندما يحدث القلق في أوقات ومواقف غير طبيعية، فمثلا إذا كان طفلك يخاف من الحيوانات المفترسة مثل الأسد، فهذا طبيعي، أما إذا كان يخاف في مواقف لا تستدعي القلق، أو مواقف معينة مثل التعامل مع الآخرين، التحدث أمام الناس، السير في الشارع، أو غيرها من المواقف الطبيعية، يمكن أن يكون الطفل يعاني من اضطراب القلق.
من يمكنه المساعدة في تشخيص الطفل المصاب باضطراب القلق؟
يمكن للطبيب النفسي أو المختصين النفسيين تشخيص الطفل المصاب باضطراب القلق بسهولة، لذلك لا تستهين بالأمر وتحدث معهم بسرعة إذا كان لديك شكوك حول إصابة طفلك باضطراب القلق.
كيف يمكنك دعم طفلك المصاب بالقلق؟
يمكنك دائما التحدث مع طفلك حول مشاعره، وتشجيعه على التحدث عما يشعر به بدون خوف أو تردد. يمكن أيضًا أن تطلب من الطفل كتابة ما يشعر به بشكل يومي لمساعدته على التعبير عما يدور بداخله. يمكن استخدام ورقة لتسجيل المشاعر، وهي طريقة مستخدمة عالميًا لمساعدة الأشخاص التي تعاني من القلق على مراقبة ما يشعرون به.
أو يمكن أيضًا استخدام طريقة مبتكرة لتهدئة الطفل وبث الشعور بالأمان في قلبه، وهي طريقة برطمان القلق (جرة القلق)، ومن خلال هذه الطريقة يمكنك أن تحضر جرة وتدع الطفل يضع بها كل يوم ورقة صغيرة يكتب فيها كيف يشعر.
-
Rihan Mohamedمعلمة مهتمة بنشر أسس التعليم التفاعلي والتربية الحديثة.