10 أسس لتربية الأبناء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

10 أسس لتربية الأبناء

  نشر في 07 نونبر 2022 .

قد يتخيل بعض الأشخاص أن التربية أمر مفروغ منه، فما دام الشخص قادرًا على الإنجاب فإنه سيصبح بشكل وراثي وتلقائي قادرً على التربية وعلى حل أي مشاكل تواجهه مع تربية أبنائه وبناته أو أن بعض الأهل يعتقدون أن تربية الأبناء تتلخص فقط في تقديم الاحتياجات اليومية اللازمة من مأكل ومشرب دون حتى أن يُحاول إقامة تواصل فعال وحقيقي مع أولاده.

ولكنهم لا يتخيلون أبدًا تأثير تلك الطريقة على الصحة النفسية للأطفال فوفقًا لآخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن هُناك ما يقارب ل 800 ألف شخص ينتحر سَنَوِيًّا يكون معظمهم من المُراهقين والأطفال،

كما أنه في عام 2019 سجلت الإحصائيات أن هُناك 58 مليون طفل ومُراهق يُعانون من اضطرابات القلق (والتي تتضمن اضطراب القلق المُفرط- واضطراب القلق العام- قلق الرهاب الاجتماعي)

ولذلك فإن ما يجعل هذه الأرقام تبدو مُخيفة ومُتزايدة هو الاعتقاد السابق بأن جميع الآباء والأمهات يمتلكون القدرة الكاملة على تربية أبنائهم بأسس سليمة،

ولكن هذا الأمر غير صحيح أبدًا؛ لأن أغلب الأشخاص لا يدركون فالأساس الأهمية الحقيقية للتربية الإيجابية ولا يدركون معناها الصحيح.

مفهوم التربية وأهميتها:

التربية هي عملية تراكمية لجميع التصرفات والكلمات التي تزرعها في عقل طفلك على مدار السنين، فكُل ما تُقدمه للطفل من أمان ورعاية يُشكل وعيه ويزيد تفاعله مع من حوله ويزيد أيضًا من ثقته بنفسهم؛ فالتربية في الأساس هي عملية لغرس القيم والمبادئ الإنسانية الأساسية لتنشئة إنسان سوي قادر على الاندماج في المُجتمع، فيقول رفاعة الطهطاوي "التربية هي التي تبني خُلق الطفل على ما يليق بالمُجتمع الفاضل، وتُنمّي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل، وتُمكنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير" ولذلك فإن أولوياتنا أن نهتم بصلاح الفرد والذي فيه صلاح المُجتمع بأكمله.

فكما يقول سقراط" التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه"

ولكن ما السبب أن الكثير من الآباء والأُمهات لا يتمكنون من التربية الصحيحة والسوية لأبنائهم؟

لسببان الأول كما ذكرنا أنهم يعتقدون أن قدرتهم على التربية شيء وراثي وغير مُكتسب وهذا بالتأكيد غير حقيقي.

والثاني أن التربية مهارة ولكي تكتسب تلك المهارة يجب أن تنظر أولًا لأكثر الأخطاء الشائعة التي يُمكن أن ترتكبها تجاه أبنائك دون وعي كاف بأضرارها حتى تتمكن من تغييرها.

إليك قائمة بـ أكثر 5 أساليب تربوية خاطئة:

1. لا تُعاملهم كما عاملاك والديك:

يميل الكثير من الأشخاص لتربية أبنائهم بنفس الأسلوب والطريقة التي تمت تربيتهم بها في الماضي، وبالطبع تُعطي هذه الطريقة نتيجة عكسية وذلك ببساطة لأن أبناءك خُلقوا لزمان غير زمانك، فلا يُمكنك تطبيق نفس أسلوب التربية وتنتظر نفس النتيجة أو نفس التأثير وأيضًا لا يُمكنك تطبيق أي أسلوب تربوي سمعت أنه نجح مع أولاد آخرين أو أوصاك به أحد أصدقائك، فأول شيء يجب أن تعلمه جيدًا هو أن أولادك يختلفون تمامًا عن غيرهم والبيئة المُحيطة بهم.

2.تجنب إرباك طفلك:

يجب دائمًا أن تتواصل مع طفلك بشكل صحيح، وتفهمه بالتفصيل ما الذي يجب عليه أن يفعله أو ما يجب تجنبه وعدم فعله؛ أي يجب عليك دائمًا أن تظل تُذكره بما هو صواب وبما هو خطأ وذلك حتى لا يحدث ارتباك للأطفال أو سوء فهم تجاه ما هو مقبول وما هو مرفوض.

3.ابتعد عن التحيز والتفرقة:

في بعض الأوقات يتم التفرقة بين الأبناء على مستوى الجنس أو السن؛ فإذا كان المولود ذكر أخذ النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية من الأبوين وأيضًا قد يهتم أكثر الأشخاص بالمولود الأول فيأخذ المقدار الأعظم من الحب مُقارنة بالطفل الثاني وهكذا.

وهذا النوع من التفرقة يُفقد الطفل ثقته بنفسه ويجعل نفسيته هشة لأنه لم يتلق القدر الكافي من الاهتمام ولذلك يجب عليك أن تبتعد عن أي شكل من أشكال التحيز وحاول دائمًا أن تساوي بينهم في الحب والرعاية وحتى الهدايا المادية.

وفي نفس الوقت يجب أن تُفرق جيدًا بين معنى التحيز لأحد الأبناء وطريقة فهمك وإدراكك لاختلاف أسلوب التربية بين البنات والأولاد فَكُلًّا منهم له طبيعته المُختلفة ولذلك يجب أن تفهم كيف تتعامل بشكل صحيح مع كُل منهم ولكن دون أي تفرقة.

4.اجعل حُبك لأبنائك حُب غير مشروط:

لا تجعل حُبك أبنائك مرهونًا بتصرف مُعين أو درجات دراسية أعلى أو أَيًّا من هذه الأمور المادية، فيجب أن يشعر طفلك دائمًا أنك ستظل تدعمه وتُحبه مهما حدث أو مهما أخطأ.

5.أبقى مُعتدلًا في طريقة تربيتك لأولادك:

من الأخطاء الشائعة أيضًا أنه قد يعتمد بعض الأهالي اتجاهين فقط في التربية أما أقصى اليمين أو أقصى اليسار؛ فأما أن يُبالغوا في إظهار الحب والدلال والتقدير لأبنائهم فيقومون دون قصد بإفسادهم وجعلهم غير قادرين على إقامة علاقات اجتماعية حقيقية مع الآخرين أو يميلون كُل الميل في المُعاملة بقسوة ودون رحمة ظَنَّ أن هذه الطريقة هي ما ستجعل أبناءهم يتحملون المسئولية بشكل أفضل وللأسف كلا الاتجاهين يجب أن تبتعد عنهم وأن تظل مُعتدلًا. والآن بعد أن انتهينا من شرح أسوأ اَلطُّرُق المُستخدمة في التربية ويأتي السؤال هُنا كيف يُمكننا تربية الأبناء بشكل صحيح ومُناسب لهم ولبيئتهم؟

في هذا المقال جمعنا لكم أهم 10 أُسس تُساعدك في تربية أبنائك وجعلهم يكبرون ويكونون بشكل أفضل ما تتمنى فترى ثمرة عمرك ونتيجة تعبك وشقاءك تزدهر أمام عينيك لتكون فخورًا بهم طيلة ما حييت.

1.أصقل قدراته وثقافته:

يُولد أغلب الأطفال بمواهب عظيمة ومهمتنا كأهل هي أن نتعلم كيف نُغذي قدراتهم ونُساعدهم على تطويرها باستمرار، وإعطاء الأمر الأهمية الكافية حتى لا يفقد الطفل شغفه تجاه الموضوع.

فنتعرف أولًا من خلال مُلاحظتنا لأفعاله البسيطة وعلامات فضوله ما يُثير اهتمامه ويُحفزه، وبالتالي نتمكن بطريقتنا من مُساعدته بشكل أفضل على التعبير عنها.

2.ساعد طفلك على زيادة ثقته بنفسه:

لا يُمكن أن يتمكن أي طفل من التعبير عن ذاته إذا لم يمتلك الشجاعة والثقة الكافية بنفسه وقدراته، ولذلك يجب أن تعرف كيف تُشعره بالتقدير والدعم ولكن تذكر دون مُغالاة في ذلك التقدير حتى لا يتحول لشخص مغرور.

3.أغرس فيهم أساسيات الأخلاق الحميدة:

ابدأ في تعليم أطفالك الأساسيات والقيم التي يجب أن يتعاملوا بها فأغرس في أنفسهم:

طُرق التعامل المُهذبة مع الآخرين؛ علمهم كلمة آسف وشكرًا و-من فضلك- وهكذا.

أساسيات التعاون ومُساعدة الآخرين.

قيم الامتنان والتقدير؛ فيجب أن يُشعر كُل طفل بما يُبذل في سبيله وسبيل راحته حتى يشعر دائمًا بالامتنان والتقدير لأبويه ولا يكون جاحدًا أو مُنكرًا لفضلهم.

4.ساعدهم على تطوير دوافعهم الذاتية:

فلا يُمكنك دائمًا الاعتماد على نظام المكافآت؛ أي أنه إذا فعلت كذا أو كذا سأمنحك هذا أو ذاك، بل يجب أن تُحفز فيهم الدافع الذاتي حتى يستطيعوا الشعور بالرضا لمساعدة غيرهم دون انتظار مُقابل.

5.شاركهم في المسئولية:

قد يبدو هذا الكلام مكررًا أو معتادًا ولكن يجب أن تجعل أولادك وبناتك يُشاركون في الأعمال والواجبات المنزلية تبعًا لعمرهم؛ فوفقًا للإحصائيات العالمية فقد ثبت أن هذه الطريقة أكثر فاعلية في جعل الأطفال يشعرون بقدر كبير من المسئولية وأن هذه الطريقة تجعلهم أكثر نشاطًا ونجاحًا في حياتهم الدراسية مُقارنة بأقرانهم من نفس الأعمار الذين لا يتحملون أي مسئولية على الإطلاق.

وحبذا لو تشاركتم جميعًا للقيام بالأمور المنزلية فهذا الأمر سيُعزز من ارتباطكم الأسري وتفاعلكم مع بعضكم البعض.

6.خصص وقت لهم:

يجب أن تُخصص وقتًا لتقضيه مع أولادك وتُشاركهم مع يحدث معهم من أحداث في خلال اليوم وخلال حياتهم، وأيضًا لتُناقشهم حول كُل ما يدور سواء في المنزل أو في الداخل، فهذا يُشعرهم بالقرب منك أكثر وبوجود مساحة آمنة يلجئون إليها في أي وقت.

وأيضًا إذا استطعت أن تخرج معهم للتنزه وخلافه من الأمور حتى يشعر بأريحية أكثر إذا أراد إخبارك بأي شيء.

7.اختار أساليب العقاب المُناسبة: 

من الطبيعي أن يرتكب الأبناء أخطاء قد تكون كبيرة أو صغيرة لا يُهم، فمهمتنا كوالدين هي أن نَقُومُ سلوكهم دون مُبالغة فيجب أن نختار أسلوب العقاب الأمثل والذي يُحسن من تصرفاتهم لا يكون سببا آخر لانحرافهم.

وتختلف أساليب العقاب تبعًا للشيء الخاطئ الذي ارتكبه الأبناء فيُمكن أن يتم حرمانهم من الزوائد أو وسائل الترفيه مثل الهاتف أو الخروج مع الأصدقاء أو حتى القيام بأعمال منزلية أو مدرسية إضافية، ولكن أساليب العقاب التي يجب أن نبتعد عنها ونحذرها تمامًا تتمثل في:

•الضرب أو العنف الجسدي.

•الشتم أو التلفظ بصفات سيئة لوصف الطفل.

•أساليب المُقارنة بذواتهم لأنها تُولد لديهم نوعا من الحقد والكراهية غير المقصودة.

•الإهمال أو أسلوب التجاهل المُتزايد.

8.تقبله كما هو:

يتمنى بعض الأهالي أن يتمكن أولادهم من الربح والتفوق بأي شكل من الأشكال حتى إذا كان بطريقة غير أخلاقية ولكن ما يجب حَقًّا على الآباء تعليمه لأولادهم هو تقبل الخسارة؛ فيجب أن يتعلم بذل أقصى طاقته للفوز أو للتفوق بمفرده ولكن في الوقت ذاته يجب أن يتقبل الخسارة بروح رياضية وأن يفهم أن قدراته تختلف عن قدرات الآخرين وهذا الأمر لا بأس به بَتَاتًا بل هو طبيعي جِدًّا. ومن يرفض القيام بذلك ويعتقد أنه يجب دائمًا أن يكون أطفاله في المرتبة الأولى حتى يستطيعوا تحقيق أي شيء في حياتهم فهم يجهلون حقيقة أن هُناك أكثر من 23 مليون طفل ومُراهق يعانون سَنَوِيًّا من الاكتئاب والذي يكون أغلبه بسبب الضغط الواقع عليهم من أولياء أمورهم ولذلك لا تقوم أبدًا بالضغط على طفلك وتحميله أكثر مما يستطيع وتذكر "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها"

9.تعلم كيف تتعامل مع أساليب الأطفال في الابتزاز العاطفي:

لا يتقبل الأطفال والمراهقون مُعظم الوقت طريقة النصيحة أو الأوامر التي تُعطيها فيقومون بمُحاولات للتمرد أو إظهار أي سلوكيات سلبية فبعضهم قد يلجأ للصراخ والإصابة بنوبات الغضب وآخرين يلجئون إلى البكاء لساعات طويلة من أجل تنفيذ مطالبهم.

ولكن يجب أن تفهم كيف تتعامل مع هذه المواقف وتُسيطر عليها، فلا تنخرط معهم في الصراخ بلا فائدة أو تستسلم لمطالبهم في النهاية، أما إذا كان طفلك ممن يُصابون بنوبات غضب فيجب أن تفهم أن دورك يجب أن يكون مُقتصرًا على التزام الهدوء أو لفت انتباهه لشيء آخر دون الخضوع لرغباته وإذا استمرت نوبات الغضب في التكرار على فترات قصيرة فيُمكنك زيارة طبيب نفسي يُساعدك بشكل أكثر تخصصًا في معالجة هذه الحالة.

10. كُن صديقًا لأطفالك:

قد لا تتخيل مدى تأثير لغة الحوار السليمة في بناء أسرة صحية ومُتفاهمة، فقد لوحظ أن سيطرة الآباء والأمهات الزائدة تدفع أطفالهم للاكتئاب وليس هذا فقط بل تجعلهم يلجئون إلى الكذب والشعور الدائم بقلة الثقة بالنفس والتوتر، ولذلك يجب أن تسمح لهم بمساحة يُمارسون فيها حُريتهم ويخطئون حتى يتمكنوا من الإبداع باستمرار وأيضًا حتى يتمكنوا من التعبير عن ذاتهم دون خوف، فإنك إذا استطعت أن تتناقش معهم امتلكت القدرة على تغييرهم للأفضل.

وأخيرًا يجب أن تعرف أنه لا يوجد ما يُسمي بالمقادير السحرية لصناعة أبناء رائعين ولكنها أُسس عامة لبناء علاقة سليمة مع أبنائك ونصائح ثبتت فاعليتها على مدار الأجيال، وأيضًا تذكر أنه أَيًّا كانت المشاكل التي تواجهها مع أبنائك يُمكنك التغلب عليها ويُمكنك دائمًا تطوير مهاراتك في التربية بالحوار والتفاهم والتقبل وأيضًا عدم التفرقة بين أطفالك ومعاملتهم بطريقة سوية دون أي إهانة لهم، وتذكر دائمًا تقديم الحب والدعم الغير مشروط مع البُعد عن المغالاة والمُبالغة في قيمة الأولاد حتى لا يصبحوا أنانين أو مُتكبرين ويستطعوا تعلم القيم الأخلاقية الصحيحة التي تُساعدهم على الإنخراط في المجتمع وتكوين روابط اجتماعية صحية مع أفراده وهذا هو أساس التربية وهدفها لتتمكن في النهاية من إعداد أُسرة مُستقرة ومُترابطة.


  • 1

   نشر في 07 نونبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا