يصنف الوعي من أحد أبرز عوامل النجاح لدى المرء فالوعي دائما مستهدف بطريقة أو بأخرى وتعجبني عبارة لفرديريك نيتشه :
الوعي لا يعذب إلا ذوي الضمائر الحية وقد أصاب في جملته عين الحقيقة فالوعي ينخر ضمائرنا ونحن ندرك يقيناً أن الضمير مرتبط بالثقة و الوعي فكلما تداركنا أهميته في مسار حياتنا تجاوزنا الكثير من الصعاب و تغلبنا على المنغصات السلبية التي للأسف تملأ واقعنا شئنا أم أبينا ...الوعي سلطة مطلقة .
ساهم الوعي عبر عصور في تحسين حياة الإنسان بإختلاف دينه أو عرقه وكان داعما أساسيا في فهم التفاصيل الحياة و النفس البشرية وجعل كل شىء مبهم وغامض أو مخيف واضح نوعاً ما ..الوعي لا يُقدم لك في طبق ساخن و شهي بل هو الشوكة التي تساعدك على إختيار أجزاء من ذاك الطبق !
الوعي جعل من المستحيل ممكن فكم من قصة كانت أول إنطلاقة لها وعي بقيمة وحاجة المرء للحرية أو تحدي إعاقة ما ومن بعض القصص من واجهت أقوى من هذا هو إقناع عبد أنه ليس عبد ! ...الوعي حرية و الحرية هي الحياة .
الوعي لا يكترث لخوفك أو ترددك فهو يهاجم النفس التي تتجول في سراديب الشيطان وتتكلم بلسانه فتظلمُ بكلمة و تقتل برصاصة فالوعي دائما يهابه من سُلب عقله وإتسخت روحه برواسب الجهل فلم يرى من الحقيقة سوى سراب ...الوعي جندُ من جنود الله في الأرض فلكل منا وعي خاص إما يحتويه بمعرفة الحق وإتباعه أو تشويهه بالتعثر على جثث آلاف من شربوا من سقيا إبليس ...الوعي كالعطر يترك أثراً طيباً .
الوعي بمختلف أوجهه ( ثقافي .ديني .نفسي .اجتماعي ) هو الذي يدفعك لأن تجثو على ركبتيك في محنة الإختيار و تتفردُ في للحظة به فتقتنع و تأخذ قرارك فإما تمشي في طريقك بكبرياء رغم صعوبة المكان دون كلل أو تعانق جذرو الخيبات فتصفرُ الروح للكون معانقة الوحشة الروحية فتأتي الرحلة الطويلة إلى نفسك كفتاة عمياء ...لذا يظلُ الوعي أخطر من السلاح فهو يقتلك وأنت مبتسم وضاحك سنين عديدة و ربما تصاحبك خيبة جهل إستخدامه إلى تراب .
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك