بمناسبة اقتراب نتيجة تكليفي .. فتلك اللحظات تذكرتي بليالي انتظار نتيجة الثانوية العامة الخاصة بي ..
الأيام كأنما هي تتكرر بحذافيرها من قلق ورغبة في الإبتعاد عن جميعهم ولا بأس من البكاء...
ظننت أن بدخولي كلية الطب بأن المستقبل سيصبح باسما بعض الشئ وأن القلق سيزول أبدا ...
ولكن كل شئ زاد .. وقد زادت معه وحدتي ورغبتي بالابتعاد عن الجميع واللاثقة ...
إلا خبرتي وفهمي للأشياء من حولي ..
تعلمت الصمت الثرثار .. أن تدار المواقف في عقلك أولا ...
وتعلمت أن الحكم للعقل يفوق القلب ويتغلب عليه في مواقف كثيرة ...
والقلب مع الوقت يصبح جامدا قويا كأنما هو قطعة من الحجر .. وليست قساوة وإنما هو وقع الزمن.. ووقع بصمات الخذلان ووقع أشياء كثيرة في لحظات الضعف ..
فيمكن القول بأن الحياة تقوي أكثر مما تضعف ..الصدمات تصبح أقل وطأة علي ظاهرنا حتي اننا نعتاد الأشياء رويدا رويدا ...
بكل مواقف الضعف تعلمنا دروسا كان وقعها قوة في عقولنا وقلوبنا وشخصياتنا ...
قلوبنا ليست حجرا بقدر ما هو رد فعل لكل الصدمات ..
وصمتنا ليس جهلا .. بل لأن الرد ليس مجديا ..
ظننت أيضا بأن حياتي ما بعد الطب ستصبح أقل قلقا .. والحقيقة ليست أيضا كذلك ..انما ضجيج الفكر يتزايد كلما كبرت ..
وكل الأشياء تتراكم علي سابقتها لا ينقص شئ من أحزاننا السالفة ..
إنما هي كومات فوق كومات .. ورد فعلنا الخارجي يصبح أكثر صمتا كل مرة ..
لكننا نبكي من دواخلنا بكاء الأطفال .. نبكي فلا نجد يد الأب التي تضمنا ..نبكي فلم تعد تجدينا قطعة الحلوي التي تهدي إلينا ..
ولم تعد تضمدنا الكلمات ....
كل شئ يتزايد عما قبل ... وقلقنا يكبر معنا ..فكأنما قد عاد بي الزمن للوراء بعشر سنوات...
لا شئ يحدث مجددا سوي أننا بكل مرة نضحك علي خيباتنا بصوت أعلي...
فلنعش وننتظر ولنضحك .....
بقلمي: إيمان فايد
الخميس: 10 يونيو 2021
-
Eman Fayed5Th Year Medical Student..Faculty Of Medicine ..Tanta University..Egypt writtting..reading❤️❤️ Article Writter..veto gate..