تنمية المجتمع هي أهم مقومات السياحة
تنمية السياحة العربية
نشر في 03 أكتوبر 2014 .
بالأمس إحتفل العالم باليوم العالمي للسياحة والذي يقام في 27 من سبتمبر في كل عام وكان شعاره في هذا العام
( السياحة وتنمية المجتمع ) .
حقيقة أن هذا العنوان يختصر ويختزل الكثير من المفهوم الواقعي للسياحة ويعطي صورة واضحة وجلية عن دور القطاع السياحي وعلاقته المباشرة بالتنمية بشكل عام , فبالرغم من أهمية هذا القطاع الحيوي وتأثيره بشكل مباشر وغير مباشر على جميع المجالات ( الإقتصادية والإجتماعية الثقافية ... إلخ ) من خلال ما يمثله هذا القطاع للعديد من الدول من عائداته إقتصادية ضخمة ورافدا هاما للإقتصادها الوطني , وكذلك من خلال دوره الكبير في خلق فرص العمل لافراد المجتمع , أو من خلال تأثيره المباشر على العديد من الصناعات والمهن وعلاقته بالعديد من الأنشطة التنموية .
بالإضافة إلى الدور الثقافي الهام للسياحة في المحافظة على الثقافة والموروث الشعبي .
ولكن السياحة اليوم تأتي لنا بقانون جديد ترسل من خلاله رسالة هامة لجميع الدول بضرورة العمل على بناء المجتمع وبيئته لكي تصبح بيئة مجتمعية جاذبة من خلال تطبيق أعلى معايير :
ü - تحقيق الأمن والإستقرار السياسي والإجتماعي على جميع الأصعدة .
ü - تحقيق معايير عالية للسلامة المجتمعية في جميع المنشآت والخدمات السياحية.
ü - تحقيق مفهوم التنمية المستدامة في جميع جوانب حياة المجتمع .
ü - تطوير إجهزة الدولة وخدماتها وتطوير الأنظمة والقوانين .
ü - إكتمال البنية التحتية للدولة بتقنيات عالية وحديثة .
ü - توفير منتجات سياحية متنوعة تخدم جميع فئات المجتمع بخدمات وجودة عالية .
ومن هنا جاءت أهمية شعار السياحة العالمية لهذا العام ( السياحة وتنمية المجتمع )
وهي حقيقة فلقد إصبحت السياحة معيار لجودة آداء الدول وتحضرها فالنشاط السياحي يتواجد حين تتواجد الدولة المتحضرة المتكاملة لعناصر التنمية , وسوف تتضاءل فرص المنافسة للدول التي عجزت عن تحقيق التنمية المجتمعية وتوفير بيئة جاذبة لشعبها , بل أنها ستصبح بيئة غير قادرة على تحقيق السعادة لأبنائها وبيئة طاردة للسائح المحلي والأجنبي على السواء مهما كانت المغريات ومهما كان الإنفاق التسويقي .
وهذه الرسالة الهامة والخطيرة التي تبعثها السياحة لجميع الدول بأهمية إستشعار دور بناء الدولة من الداخل ، فالتسويق والجذب السياحي يبدأ من الداخل , كما أنه يتوجب على جميع الدول أن تعي بأن إمتلاك المقومات البيئية الطبيعية أو التاريخية والتراثية ليس كافيا في تحقيق بيئة سياحية جاذبة , ولا يصنع سياحة أو يبني رافدا إقتصاديا تعتمد عليه الدولة في دهم إقتصادها ويساهم في في البناء ويحقق التنمية الحقيقية للدولة وللمجتمع .
وأن عليها أن تعمل أولا على بناء مجتمعاتها وتلبية جميع إحتياجاته ومتطلباته إذا ما أرادت أن تصبح داخل منظومة التنافسية العالمية وقادرة على إستقطاب السياح من مختلف الوجهات , فالدولة التي لاتستطيع إسعاد شعبها من المؤكد بأنها لن تتمكن من تحقيق السعادة والمتعة لزوارها .
د. خالد الرشيد
الأمين العام لجمعية خبراء السياحة العرب